دعا المفكر الاستراتيجي أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور "عبد الله النفيسي"، دول الخليج العربي إلى إبعاد القيادي السابق في حركة فتح "محمد دحلان"، عن المنطقة الخليجية والحذر منه، على خلفية انتشار معلومات استخباراتية تُفيد بتورط الأخير في محاولة الانقلاب الفاشلة ضد القيادة التركية. جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج على قناة "تي أر تي العربية" الحكومية في تركيا، في معرض تقييمه لمحاولة الانقلاب الفاشل الذي قامت به منظمة "فتح الله غولن" يوم الخامس عشر من يوليوز الحالي لاسقاط الحكومة التركية الشرعية والمنتخبة من قبل الشعب. وأشار الدكتور النفيسي إلى أن ما يميز محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا هو ضخامة العملية الانقلابية وتعاون عدة جهات عالمية فيه، مبينًا أنه "بحسب مصادر استخباراتية فإنه بالإضافة لجماعة غولن، فإن دحلان شارك في المحاولة الانقلابية الفاشلة". وأضاف المفكر الكويتي أن "مواقع استخباراتية تؤكد تحويل دحلان لمبالغ ضخمة لتاجر في أمريكا والذي بدوره يقوم بتحويلها لجماعة غولن"، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن "تركيا تجاوزت مرحلة التخوف وأحيانا نبالغ كثيرا في قدرة أمريكا على كبح القوى الصاعدة". وشدّد الدكتور النفيسي على أن "الغرب هو أكبر منافق في مسألة حقوق الإنسان وقضية إعلان حالة الطوارئ والكيل بمكيالين فيها دليل على ذلك"، مشيرًا أن "أكبر دولة بوليسية في العالم هي أمريكا وهي من تقوم بانتهاك حقوق الإنسان على الدوام". وناشد النفيسي، خلال البرنامج، المملكة العربية السعودية أن تضع يدها مع يد القيادة التركية للحيلولة دون تحقق الخطط التي تستهدف دول المنطقة برمتها، وكان قد أشار في وقت سابق إلى أن تقوية التحالف الاستراتيجي بين كل من المملكة العربية السعودية وتركيا ستكون أقوى رد على ذلك وأكبر معيق ضد لتحقق تلك الخطط. ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قبل أيام، عن مصدر مقرب من الاستخبارات التركية أن حكومة الإمارات العربية المتحدة تعاونت مع المشاركين في محاولة الانقلاب الدموية الفاشلة في تركيا قبل أسابيع من المحاولة الانقلابية، من خلال استخدام القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان وسيطًا مع فتح الله غولن زعيم الكيان الموازي المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر الموقع البريطاني نقلًا عن المصدر أن دحلان حوّل أموالًا إلى مدبّري الانقلاب في تركيا قبل أسابيع من محاولة الانقلاب وتواصل مع فتح الله غولن من خلال رجل أعمال فلسطيني مقيم في أمريكا ومعروف لدى جهاز الاستخبارات التركية. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة 15 يوليوز، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" أو الكيان الموازي كما يسميها الأتراك، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن"، قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة، حسب الرواية التركية. ترك بريس