أسدل الستار على فعاليات الملتقى الوطني الرابع للشعربخنيفرة "دورة الزجال المغربي أحمد لمسيح " المنظم تحت شعار: "سؤال الانتساب في المنجز الزجلي المغربي الحديث" من طرف جمعية الأنصار للثقافة السبت الفائت بغرفة التجارة والصناعة والخدمات والتي عرفت مشاركة ثلة من المبدعات والمبدعين محليا ووطنيا وعربيا. وقد تضمن برنامج الملتقى بالإضافة إلى حفل تكريم الزجال أحمد لمسيح، جلستين للقراءات الشعرية، وجلسة نقدية بعنوان: "تجربة الحياة والكتابة عند الزجال أحمد لمسيح" شهادات ومقاربات" برئاسة الناقد محمد الزلماطي، شارك فيها الدكتور مصطفى بوخبزة، والزجال بوعزة صنعاوي. وفي إطار فعاليات الملتقى، وفي التفاتة من الجمعية إلى الطاقات الإبداعية المحلية، تم الاحتفاء بالديوان الجديد " التراب لحمر" للشاعر حسن كورياط (طنان)، وقد تفضل الشاعر والناقد عبد الله بن ناجي بالتقديم له..اللحظة القوية في هذا التكريم هي الشهادة التي قيلت في حق المحتفى به الزجال أحمد لمسيح والتي قرأها الشاعر أحيدة بلبالي "لماذا الاهتمام بأحمد لمسيح ؟ ماذا قدم للزجل ليكون أهلا لهذا؟ هذه الكلمة خطوط عريضة في حق قامة شعرية. "رياح ...التي ستأتي "، الديوان الذي احتفل بيت الشعر بطبعته الثانية بمناسبة مرور 40 سنة على الإصدار الأول. قلت يكفي أحمد شرف هذه المغامرة للاحتفاء به. "رياح... التي ستأتي " حدس فعلا للرياح التي حملت سفن الزجل لما وصلت إليه التجربة المغربية الآن والتي يعترف كل الأشقاء العرب بريادتها وبسماء الحداثة الشعرية التي وصلتها." وأضاف الشاعر احميدة مخاطبا أحمد لمسيح"بهذا الإصدار تحرر الزجل من الوظيفية وأصبح موضوع ذاته، هذا الاستقلال وهذا التدوين حمل أسئلة جديدة وفتح آفاقا واعية للكتابة. لكنه بقي في بدايته مرتبطا بالتحريض والشعار أكثر من قلق الكتابة وسؤال الشعر. أحمد بلبالي الذي قرأ الشهادة بتأثر كبير واصل إلقاء كلمته تحت تصفيقات الجمهور قائلا "هذا الاختيار، أي الانتماء للشعر بكل مقوماته و بجميع اللغات، هو نوع من العقوق ونوع من التمرد، هو اختيار الخسارة كما يحلو للزجال أحمد أن يقول. خسارة خدر القاعات وضغط الجمهور يريد هذا وانتصار لطقس الشعر ولصوت الذات بدل أن يكون ظلا وصدى للسياسي أو لشعبوية ما . أحمد لمسيح كان وراء خدمات كثير في حقل الزجل، أهمها استثمار علاقاته ومكانته لإصدار عدد خاص من مجلة آفاق التي تصدرها اتحاد كتاب. هذا الإصدار هو لحظة اعتراف، اعتراف بانتماء الزجل للثقافة العالمة وإقرار بتكامل الشعر المكتوب بالفصحى والدارجة ( لا فضل بين قصيدة و قصيدة إلا بشاعريتها) . عمل لمسيح أيضا على تأسيس ملتقيات تهم الزجل وساهم في دفع وزارة الثقافة لدعمها ولا زال بعضها قائمااليوم. حتى وهو في مسؤولية كبيرة بوزارة الثقافة (مستشار الوزير / مفتش عام للوزارة) استثمر تواجده لخدمة الزجل.