دعا الملك محمد السادس الهيئات المالية العربية، إلى بذل مزيد من الجهود في سبيل تحقيق الحماية الاجتماعية لشعوب المنطقة، مشيرا أنه بالرغم من أن أغلب اقتصادات أغلب الدول العربية قد أبانت عن قدرتها على التكيف مع التطورات التي تعرفها المنطقة، إلا أن هناك حاجة ماسة لتكثيف الجهود من أجل بناء شبكات الحماية الاجتماعية وتعميمها. وقال الملك في رسالة وجهها للحاضرين في الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية، المنعقد اليوم الثلاثاء في الرباط، إن "الهيئات المالية العربية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى للتفاعل الايجابي مع التحولات الراهنة في المنطقة العربية واحتياجاتها التنموية وتوحيد الجهود للمساهمة في دعم الإصلاحات الاقتصادية والمالية وتنويع وتطوير اقتصاداتها وبناء صرح التكامل العربي". واعتبر أنه من مداخل تحقيق الحماية الاجتماعية للشعوب العربية هو الاهتمام بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير فرص الشغل للشباب والنهوض بالمرأة والعالم القروي، والحد من الفقر والهشاشة وتأهيل الموارد البشرية القادرة على رفع التحديات التنموية، مشددا على أن هذه الرهانات يجب أن تشكل أولوية لدى الهيئات المالية في السنوات القادمة. وأبرز الملك أن "الرأسمال البشري، علاوة على الرأسمال غير المادي، هو الثروة الحقيقية لبلداننا التي يجب جعلها في صلب أولويات السياسات العمومية، اعتبارا لأدوارها الأساسية المتزايدة في تحقيق التنمية وفي توسيع الإشعاع الحضاري للشعوب"، داعيا الهيئات المالية العربية إلى تشجيع الاستثمارات في مجال البيئة، لدورها في تلبية احتياجات التنمية المستدامة، وتحفيز القطاع الخاص باعتباره محركا للتنمية ومنتجا للثروات. يشار أن أشغال الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية، التي تنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، تعرف مشاركة وزراء الاقتصاد والمالية العرب ورؤساء مجالس إدارة الهيئات المالية العربية وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى حوالي 350 شخصية من عالم المال والاقتصاد. وينتظر أن يتدارس المشاركون في هذه الاجتماعات العديد من النقاط التي تهم نشاط الهيئات المالية العربية، أهمها المصادقة على التقارير السنوية لنشاطها التمويلي وحساباتها الختامية والمصادقة على ميزانيتها الإدارية وتعيين مراقبي حساباتها. ما سينظم على هامش هذا اللقاء اجتماع لوزراء المالية العرب.