إن تاريخ 07 أكتوبر المقبل يشكل هاجسا وجوديا للأحزاب والجهات التي نشأت للاغتيال الإرادة الشعبية واستفراغ أصوات الناخبين أصحاب الضمائر الحية من صناديق الديمقراطية، وشغلها الشاغل أيضا تبخيس المساعي الإصلاحية منذ أن بدأها التيار الإصلاحي بعد الحراك العشريني مطلع سنة 2011، هذا الكيان التحكمي الذي لفظه الشعب وعاقبه في الاستحقاق الانتخابي الأخير، حيث استعمل جميع الوسائل الغير المشروعة المنافية تماما لمبادئ الديمقراطية من أجل الحصول على بضع مقاعد فانية لضمان وجوده السياسي. إن المنعطف النهضوي في التاريخ المشار أعلاه يعتبر فرصة تاريخية للبلاد من أجل استكمال القفزة الاقتصادية التي شهدها مؤخرا و اعتراف كبريات المؤسسات الدولية بأن المغرب يسير في الطريق الصحيح، ناهيك أيضا في الجانب الاجتماعي حيث ما كنا نعتقد أن الأحوال ستتغير من وضع كارثي إلى وضع أحسن و الرضى الشعبي بأن الأوضاع تحسنت مقارنة بالسابق، ثم في باقي المجالات أيضا هناك مساعي و بوادر إصلاحية تتطلب الحنكة السياسية و الصير الشعبي و التعاون على بناء مغرب الغد، مغرب ينتج النخب و الأطر عبر مؤسسات وفضاءات تعليمية ترقى إلى ما تطمح له الأمة، مغرب يحارب الفساد و الجريمة عبر قضاء عادل و شفاف، مغرب يسعى دائما إلى خدمة المرضى عبر توفير مستوصفات و مستشفيات و توفير العدد الكافي من الأطباء و الممرضين و زرع فيهم القيم النبيلة، القيم التي تؤنب الضمير الحي من أجل خدمة الغير، و إلى غير ذلك من الأمور التي نسعى إلى تحقيقها في وطننا الحبيب، و نرى بطبيعة الحال مؤشرات إيجابية في هذه الفترة الراهنة تدل على قرب تحققها في أرض الواقع بإذن الله. إن دور أحرار هذا البلد هو إشاعة الوعي بين صفوف الجماهير، من أجل أن يميزوا بين الخبيث والطيب وبين الصالح والطالح، بين من دخل غمار السياسة ليصحح مسار هذا البلد ويجعل هدفه هو إصلاح ما تم إفساده وأن يجعل نضاله أداة لخوض المعركة الإصلاحية و رد الاعتبار للمصلحة العامة، و ما بين من يجعل الشعب أداة لتحقيق المصالح الفردية الحزبية الضيقة عبر التحكم و اغتيال الإرادة الشعبية و تهديد المنتخبين، لكن و بفضل الله تعالى هذا الكيان هو ذاهب إلى زوال و عمره قصير سينقضي يوم 07 أكتوبر بحول الله و ستنتصر الإرادة الشعبية و سينتصر التيار الأساسي لهذا الوطن و سينتصر الوطن...