أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، اليوم الأربعاء، مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين في ليبيا، مؤكدة بذلك للمرة الأولى وجود جنود فرنسيين في هذا البلد. وقالت الوزارة في بيان إن "وزير الدفاع جان إيف لودريان يأسف لخسارة ثلاثة ضباط صف فرنسيين خلال مهمة في ليبيا"، دون أن يضيف أي تفاصيل. وأشادت الوزارة "ببسالة وتفاني هؤلاء العسكريين الملتزمين بخدمة فرنسا الذين يؤدون كل يوم مهام خطرة في مواجهة الإرهاب". وقدمت الوزارة التعازي إلى عائلاتهم والمقربين منهم، مؤكدة "عرفان الأمة" بتضحياتهم. وكانت فرنسا تقر حتى الآن بتحليق طائراتها فوق ليبيا لجمع معلومات، ولم تؤكد وجود قوات خاصة على الأرض الليبية، الأمر الذي ذكرته صحيفة "لوموند" الفرنسية. من جهتها، نشرت وكالة بشرى الإخبارية المقربة من قوات "سريا الدفاع عن بنغازي" صورا لجنديين من الذين قتلوا جراء إسقاط طائرة عمودية فوق بلدة المقرون 100 كم غرب بنغازي شرق ليبيا، وفق ما أوردته. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحفي في العاصمة باريس، إن ثلاثة من جنود بلاده قتلوا في ليبيا. إلى ذلك، أورد موقع "عربي 21" نقلا عن مصدر من سرايا الدفاع عن بنغازي، أن ثلاثة عشر مقاتلا من قوات السرايا أسقطوا بقصف طائرات أجنبية دون طيار قرب بلدة المقرون. وأضاف المصدر ذاته، أن هجوما شنته قوات اللواء المقتاعد خليفة حفتر من ثلاثة محاور مدعوما بقصف جوي بهدف سحب جثث الطياريين الفرنسيين. من جانبه، نفى الناطق الرسمي باسم قيادات قوات حفتر عبد السلام الحاسي في تصريحات صحفية لقناة محلية ليبية مقتل جنود فرنسيين في ليبيا، أو مشاركة قوات أجنبية في القتال ضد من وصفها ب "الجماعات الإرهابية"، حسب "عربي 21". يشار إلى أن سرايا الدفاع عن بنغازي تشكلت في الثاني يونيو الماضي، بهدف تحرير بنغازي من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود عملية الكرامة، وإعادة المهجرين والنازحين إليها. وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام الديكتاتور معمر القذافي في انتفاضة شعبية عام 2011، فوضى أمنية بسبب احتفاظ الجماعات المسلحة التي قاتلت هذا النظام بأسلحتها. وتواجه حكومة الوفاق التي تمركزت في طرابلس والمدعومة من المجتمع الدولي، صعوبات في ترسيخ سلطتها وتوحيد البلاد، بفعل استمرار المعارضة التي تلقاها من قبل حكومة موازية غير معترف بها شرق ليبيا.