بالأمس كان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مدرسة للنضال وعربونا للوفاء، قدم كل ما لديه من أجل أن يظل الوطن شامخا، ولو زفت أرواحه إلى الرحمان، وبكت عيني على شهدائه من أجل الصدق وحسن الاختيار، طرح البديل وحرر الفكر من الرذيلة، تآمروا عليه من أجل الغنيمة، وظلم بنيه أشد جريمة، بالأمس تحالفوا مع إخوة الشيطان، وصلبوه على أعمدة الخيانة والانشقاق، وسيق ببنيه وشيوخه قربانا لأصحاب اللمز والهمز والجيران، وتفرق حقدهم عند بعض أسيادهم كصكوك للغفران، وبنوا جورا صرحا يأتيه الريح من كل مكان، وتفننوا في قطع أوصاله وتشريد أبنائه رغبة في الانتقام، أجعلتمونا رهينة بين يدي الشيطان، الذي يعض على نواجده، ويقرع كؤوس النديم نشوة في موت الاتحاد، ويلتحف راية النصر بعد أن هشم جسد ما تبقى من حماة الوطن الأخيار، ويعانق إلى جنبه صاحبه الملعون الغدار الذي يحمل سيفه ويطعن كل وطني مغربي أمزيغي مسلم حر الدار، وسيظل الاتحاد رغم أنفهم شامخا مهما جار الزمان وغدر به الصحب والخلان. أتريدون طمس النور في جنح الظلام، كيف يقوى جرمكم على وأد حزبنا بعد أن تسلط علينا أصحاب الفتاوى وفقه النوازل وآخر الزمان، الدين تحالفوا مع أشباه مناضلي الطرش والعميان، الذين باعوا الوطن بأبخس الأثمان في بورصة الدسيسة والمؤامرة والخذلان. آه يا زمان كيف يقوى جسدي على حملكم بعد هذا الهوان، أتريدون قتلي بعد أن وقفت صلبا أماما الإعصار من أجل كرسي نخره السوس وهشه الريح وينتظر الأوان.