أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في دورته المنعقدة بجنيف أربعة قرارات تدين الانتهاكات الإسرائيلية. فقد أدان المجلس الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفي قطاع غزة، وطالب القرار -الذي صدر بموافقة 30 دولة، مع رفض دولتين وامتناع 15 دولة عن التصويت- بمساءلة إسرائيل. كما عبر المجلس عن رفضه بناء المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان والضفة الغربية بموافقة 36 دولة مع رفض دولتين وامتناع تسع دول عن التصويت. وصوّت مجلس حقوق الإنسان أيضا بأغلبية الأعضاء على قرار يدعم حق الفلسطينيين بتقرير المصير. وصوّتت 43 دولة بالموافقة على القرار، في حين رفضته دولتان، وامتنعت دولتان عن التصويت. التحقيق في جرائم ميانمار وفي قرار آخر، صادق مجلس حقوق الإنسان الذي تدعمه الأممالمتحدة، اليوم الجمعة، على مشروع قرار توافقي بإرسال لجنة دولية لتقصي الحقائق إلى ميانمار، بشكل عاجل، للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن والجيش، خاصة في ولاية أراكان غربي البلاد. ورمى المجلس المكون من 47 عضوًا بثقله وراء الجهود الحالية للتحقيق في الانتهاكات المزعومة، بما فيها التعذيب، والاغتصاب، وعمليات القتل العشوائية، والتهجير القسري، لأقلية الروهينغيا المسلمة. ولفت مبعوث ميانمار إلى الأممالمتحدة، هتين لين، إلى وجود لجنة تحقيق محلية في بلاده تنظر بالفعل في الجرائم المزعومة، مشيرًا إلى أن أي إجراء يريد المجلس أن يتخذه ينبغي أن "لا يزيد الوضع تعقيدًا". ويقول مشروع القرار إن رئيس المجلس سيعين بعثة مستقلة، ستقدم معلومات مستكملة عن عملها فى جلسة خاصة يعقدها المجلس. وأمس أعلن المجلس الأوروبي للروهينغا (منظمة حقوقية)، تعرض 400 امرأة على الأقل، من مسلمي الروهينغا في ولاية أراكان، للاغتصاب بشكل ممنهج منذ 9 أكتوبر الماضي. وفي حديثهما للأناضول، أشارت نائبة رئيس المجلس الدكتورة أمبية بيرفيان، وشقيقتها الدكتورة، المتحدثة باسم المجلس، أنيتا شوغ، أن ما تعرض له مسلمو أراكان هو "إبادة جماعية"، وشددتا على الحاجة الملحة لتشكيل لجنة دولية للتحقيق. يذكر أنه في 8 أكتوبر الماضي، أطلق جيش ميانمار حملة عسكرية، شملت اعتقالات وملاحقات أمنية واسعة بصفوف السكان في "أراكان"، وخلّفت عشرات القتلى، في أكبر موجة عنف تشهدها البلاد منذ العام 2012. ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينغا في مخيمات بإقليم أراكان، بعد أن حُرموا من حق المواطنة، بموجب قانون أقرته ميانمار عام 19822؛ إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأممالمتحدة "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم". ويعد الإقليم من أكثر ولايات ميانمار فقراً، ويشهد منذ عام 2012 اعتداءات على المسلمين، ما تسبب في مقتل المئات منهم، وتشريد أكثر من 1000 ألف شخص.