دعا الأزهر الشريف في مصر، أول أمس، إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الإسلامية لبحث «سبل إنقاذ المسلمين» في ميانمار من العنف الذي يُمارس ضدهم. وطالب الأزهر، في بيان أصدره أول أمس، منظمة التعاون الإسلامي بعقد قمة طارئة لوزراء خارجية الدول الإسلامية، لمناقشة تداعيات ما يحدث للمسلمين في ميانمار (بورما سابقاً)، واتخاذ قرارات حاسمة من أجل الضغط على حكومة ميانمار لإنقاذ المسلمين هناك وحل هذه الأزمة. كما دعا مجلس الأمن إلى عقد جلسة عاجلة لإصدار قرار مُلزم لحكومة بورما لوقف العنف ضد المسلمين، مناشداً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفاعل للحفاظ على أمن المواطنين المسلمين وسلامتهم في ميانمار «صيانة لكرامة الإنسان، وحفظاً لحقوقه الإنسانية». واعتبر ما يتعرض له المسلمون في بورما هو «أشد أنواع الاعتداءات الوحشية والأعمال الإرهابية التي تتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية»، محملاً حكومة ميانمار كامل المسؤوليات السياسية والقانونية تجاه وقف أعمال العنف والقتل. وتقوم مجموعات متطرفة من الأغلبية البوذية في ميانمار، منذ أشهر عدة، بما يوصف بأنه «عمليات تطهير عرقية» ضد الأقلية المسلمة أدّت الى قتل وإصابة المئات واختطاف مئات آخرين، إضافة الى عمليات تهجير قسري من القرى خاصة في إقليم «راكان» ذي الأغلبية المسلمة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وزير الخارجية التايلاندي السابق سورين بيتسوان قوله إن أقلية الروهينغيا المحرومة من الجنسية التي تعتبرها الأممالمتحدة واحدة من أكثر الأقليات تعرضاً للاضطهاد في العالم، تتعرض «لضغوط» وتواجه «آلاماً كبيرة». في المقابل، رفضت حكومة ميانمار عرضاً من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يدعو إلى بدء محادثات ثلاثية تجمع بين الرابطة والأممالمتحدة والحكومة بهدف وقف حرب الإبادة التي يشنها البوذيون ضد المسلمين في ولاية أراكان. وحذر الأمين العام لرابطة آسيان من أن إخفاق المجتمع الدولي بما فيه رابطته في تخفيف الضغوط التي يعيشها الروهينغا قد يدفعهم للتطرف، مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين بما في ذلك مضايق مالقا التي تمثل الممر المائي الرئيسي للسفن التجارية على المستوى العالمي بين المحيطين الهندي والهادئ. وقال بيتسوان إن حكومة ميانمار رفضت العرض للدخول في محادثات مع الرابطة والأممالمتحدة وقالت إن ما يجري شأن داخلي. ولوح الأمين العام لرابطة آسيان بأن المنظمة ستتدخل في حال استمرار موقف ميانمار على ما هو عليه. وحسب إحصاءات الأممالمتحدة، فقد استهدف العنف ثماني مناطق في ولاية أراكان، دمر فيها 4600 بيت، كما نزح نحو 26500 شخص أغلبهم مسلمون بسبب العنف الذي بدأ الأسبوع الماضي، أربعة آلاف منهم فروا بالقوارب إلى سيتوي عاصمة أراكان، ليلتحقوا ب75 ألفا لجؤوا سابقا إلى المخيمات هربا من موجة عنف أولى اندلعت في يونيو الماضي. وتعتبر الأممالمتحدة مسلمي الروهينغا وعددهم حسب بعض الإحصاءات نحو ثمانمائة ألف من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، حيث لا تعترف ميانمار بهم مواطنين. وينظر كثير من مواطني ميانمار إلى الروهينغا على أنهم بنغاليون، لكن بنغلاديش لا تعترف بهم أيضا وترفض استقبالهم.