هل تساءلت يومًا عن السبب وراء تأثير الموسيقى على مزاجك، فقد تستمع إلى لحن حزين، وتشعر فجأةً بالحزن مع أنك كنت قبل لحظات سعيدًا وفي غاية التفاؤل، وربما يبدد إيقاع سريع تلك الغيمة القاتمة من حولك ويجعلك ترقص فرحًا كما لم تفعل من قبل. فما هو السر إذن وراء الموسيقى و ما هو تأثيرها على العقل البشري؟ الموسيقى تغيّر الإدراك الحسي أظهرت دراسة أجريت في جامعة جرونينجن الهولندية، أن الموسيقى ليست قادرةً على التأثير في مزاجك وحسب، بل إن نوع الأغاني التي تستمع إليها وإيقاعها قد يغير نظرتك للعالم بأكمله، ونظرتك للعواطف والأشخاص من حولك. الموسيقى الحزينة تجعل عالمك حزينًا قام كل من الباحث جايكوب جوليج من قسم علم النفس في جامعة جرونينجن، وطالبه "مايكي ميرس، بدراسة لمعرفة تأثير الموسيقى والأغاني على العقل البشري. وأظهرت الدراسة أن أولئك الذين يستمعون لأغانٍ مفرحة، يكونون في الغالب أكثر سعادة، ليس هذا فحسب، بل إنهم يرون العالم سعيدًا أيضًا والعكس صحيح، فأولئك الذين يستمعون لأغانٍ حزينة يرون العالم من حولهم حزينًا ويصادفون أناسًا محبطين أكثر من غيرهم. تفاصيل الدراسة خضع لهذه الدراسة 43 شخصًا، حيث طلب إليهم اجتياز اختبار لتحديد المحفزات البصرية، وكان الاختبار كالتالي: عرضت على شاشات الحاسوب صور باهتة لوجوه سعيدة وحزينة معًا، على خلفية رمادية اللون، وطلب من الخاضعين للاختبار تحديد أي الوجوه هي وجوه سعيدة وأيها وجوه حزينة، وذلك بالتزامن مع الاستماع لمدة 15 دقيقة لموسيقى حزينة ولمدة 15 دقيقة أخرى لموسيقى مفرحة. النتيجة وجد الباحثون أن الأشخاص موضع الاختبار، تمكنوا من تحديد الوجوه السعيدة بسهولة عندما كانوا يستمعون لموسيقى مفرحة، بل إنهم حددوا بعض الصور على أنها صور لوجوه سعيدة حتى لو لم تكن كذلك. والعكس صحيح، عندما كانوا يستمعون لموسيقى حزينة، تمكنوا من تحديد الوجوه الحزينة بسرعة أكبر، بل وحددوا بعض الصور على أنها حزينة على الرغم من أنها لم تكن كذلك. رؤيتنا للعالم انعكاس لمشاعرنا بناءً على هذه الدراسة، التي نشرتها مجلة "لايف هاك"، تبين أننا نرى العالم كمرآة لحالتنا النفسية ومشاعرنا. إن كنا سعداء، نرى العالم سعيدًا وبنظرة ملونة، وإن كنا محبطين أو متضايقين، فإننا نرى العالم بنظرة سوداوية متشائمة. عندما نتوق لسماع الأغاني الحزينة! أظهرت الدراسة أيضًا، أننا في بعض الأحيان نتوق ونتلهف لسماع الأغاني والموسيقى الحزينة، والقيام بذلك مضر حقًا، إذ إن هذا النوع من الموسيقى يحتوي على ما يسمى "الأبوغياتورا" "Appogiatura"، وهي نوتة موسيقية تضاف إلى اللحن الأصلي، وقد تكون عالية أو منخفضة، إلا أن إضافتها إلى اللحن تحدث ما يشبه التشويش. هذا التشويش يشعر المستمع بالتوتر حين يستمع إليه، ومع استمرار اللحن وتلاشي هذه النوتة يشعر المستمع بأن ثقلًا قد أزيح عنه فيحس بالارتياح، وهذا الارتياح قد يدفعه أحيانًا للبكاء أو الشعور بقشعريرة تجعله منجذبًا لهذه الأغنية. اختر أغانيك بحذر في المرة المقبلة التي تختار فيها أغانيك المفضلة كن حذرًا، فبعض الأغاني قد تشعرك بأنك تملك الكون بأكمله، وأغانٍ أخرى قد تجعلك تشعر أن جميع هموم الكون فوق كاهلك! الخيار لك!