هدد نجل الرئيس الجزائري المغتال، محمد بوضياف، باللجوء إلى القضاء الدولي في حال ما لم يقبل القضاء الجزائري بإعادة فتح تحقيق في ملف اغتيال والده في 26 يونيو من العام 1992، متهما أسماء بعينها بالضلوع في ملف اغتيال الراحل في مدينة عنابة خلال حفل رسمي بثته آنذاك على المباشر التلفزة الجزائرية وإذاعتها الوطنية. وبعد مرور 24 سنة من الاغتيال، لم تنجح فيها رواية السلطة الجزائرية التي ظلت تردد فرضية "الفعل المعزول" في قضية اغتيال محمد بوضياف، بدا أن القضية عادت إلى سطح الأحداث في الجزائر لتزيد من أرق السلطة الجزائرية التي ما إن خرجت من ورطة حتى تجد نفسها في مأزق آخر. ويتعلق الأمر، بالاتهام الذي وجهه نجل الرئيس الراحل، ناصر بوضياف، إلى كل من قائد المخابرات السابق الجنرال توفيق، ووزير الدفاع السابق خالد نزار، ومدير فرع المخابرات المضادة للجوسسة، إسماعيل العماري، كما اتهم أيضا الجنرال الراحل العربي بلخير الذي شغل منصب سفير للجزائر في الرباط. جاء ذلك، خلال كلمة ألقاها نجل الرئيس الجزائري المغتال في حفل تأبينه بمناسبة الذكرى 24 على اغتياله في المقبرة التي يرقد فيها جثمانه بالعاصمة الجزائرية. وقال ناصر بوضياف: "طلبنا رسميا فتح ملف الرئيس الراحل محمد بوضياف، لأن فرضية الفعل المعزول لم يعد أحد في هذه البلاد يؤمن بها.. المدبرون الحقيقيون لعملية الاغتيال هم قائد المخابرات السابق الجنرال توفيق، ووزير الدفاع السابق خالد نزار ومدير فرع المخابرات المضادة للجوسسة، إسماعيل العماري. ولم نعتقد من جهتنا يوما أن امبارك بومعرافي هو القاتل". وأضاف ناصر: "التوجه للقضاء الجزائري من أجل إعادة فتح الملف، بالاعتماد على أدلة جديدة بحوزتنا وشهادات، وهو ما يؤهلنا لذلك اليوم. وإذا لم يستجب القضاء الجزائري ويتفاعل مع القضية من جديد، فإننا سنلجأ للقضاء الدولي من أجل أن نصل إلى الحقيقة"، واصفا عملية الاغتيال بكونها "جريمة دولة لا يمكن السكوت عنها، ولأجل ذلك شكلنا فريقا من المحامين لتولي اتخاذ الإجراءات المناسبة مع العدالة"، أضاف مشددا. من جهته، قال محامي العائلة الذي أوكلت له متابعة الملف قضائيا: إن "هناك عدة عوامل جديدة في القضية تستدعي فتحها من جديد. فالذي قتل المرحوم بوضياف، ثبت اليوم أنه كان مقابلا له (وليس من الوراء كما تقول الرواية الرسمية). معلوماتنا تؤكد اليوم أن بوضياف قتل برصاصات في صدره وليس في رأسه"، في حين وصف منفذ عملية القتل الضابط المدعو "بومعرافي" ب"خادم استعمل في القضية".