كعادته في الذكرى السنوية لاغتيال والده، المتزامنة مع 29 يونيو من كل سنة، حين قضى الرئيس الجزائري محمد بوضياف برصاصة في الرأس عندما كان يخطب في الشعب الجزائري مباشرة على التلفزيون من منزل الثقافة في عنابة، يذكر ناصر بوضياف نجل الرئيس المغتال في خرجته الإعلامية الأخيرة، بدور الخمسة الكبار في السلطة الجزائرية آنذاك في هذا الاغتيال، ويتعلق الأمر بكل من خالد نزار وزير الدفاع والباطرون السابق للمخابرات محمد لامين مدين وسماعين العماري المدير السابق لجهاز مكافحة التجسس والجنرال العربي بلخير المدير السابق لديوان الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة . وأوجز ناصر بوضياف اتهامه للقادة الجزائريين المذكورين بالتأكيد ‘‘ الأربع الكبار هم قتلة والدي لأنه قرر تحرير الجزائر من مافيا العسكر ‘‘. ولا ينوي ناصر بوضياف الذي كبر وترعرع في مدينة القنيطرة بالمغرب حيث أقام والده سنوات طوال في منفاه الاختياري، التوقف في مرحلة الاتهام في قضية اغتيال والده، بالنظر للحجج الدامغة التي يتوفر عليها، وأشار في حوار مع الجريدة الالكترونية ‘‘ كل شيء عن الجزائر ‘‘ أنه ينوي وضع شكاية من أجل إعادة فتح التحقيق في القضية . وقال ناصر في حديث صريح للموقع ‘‘ لا أنا ولا عائلتي صدقنا يوما أن اغتيال والدي جريمة معزولة وهناك الكثير من عدم الانسجام في هذه الأطروحة الرسمية . تقنيا لا يمكن اقتراف هذه الجريمة في قاعة دون تواطؤ من جهات متعددة . لست الوحيد الذي يجزم بهذا الطرح. في السنة الماضية كان علال الثعالبي، أحد أعضاء لجنة التحقيق التي شكلت غداة اعتيال والدي، كان قد صرح بأن قتلة بوضياف هم من جاؤوا به إلى هذا المنصب ‘‘، مضيفا بأن خطة محكمة كانت قد وضعت من طرف من خالد نزار وزير الدفاع والباطرون السابق للمخابرات محمد لامين مدين والجنرال العربي بلخير المدير السابق لديوان الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة، تولي فيه سماعين العماري مهمة رسم خطة الاغتيال بعناية. وختم ناصر بوضياف تصريحه للموقع الجزائري بالكشف عن معلومات خطيرة للغاية قائلا ‘‘ من جاؤوا بوالدي لسدة الحكم في الجزائر كانوا يعتقدون أنهم وضعوا دمية لا حول لها ولا قوة، ليخلو لهم الجو في الاستمرار في نهب أموال الشعب الجزائري، غير أنهم اصطدموا برجل من طينة أخرى تماما لم يقبل الانخراط في لعبتهم القذرة لأن بوضياف كان ينوي الشروع في عمل تطهيري كبير يستهدف تفكيك المافيات الكبرى وحماية الدولة الجزائرية ودمقرطة النظام، وهو ما لم يستصغه المسؤولون الخمس ‘‘.