تُكلّل شهر رمضان الفضيل رموزٌ منها دينيّة وأخرى تقليديّة ورثناها عن أجدادنا. وعلى الرغم من أنّ هذه المظاهر قلّت في بعض الدول العربيّة بسبب التطوّر التكنلوجي وسرعة الحياة، ألم تتساءل يوماً عن مصدر المدفع عند الإفطار أو المسحراتي أو الفانوس في الدول العربية؟ في التالي أبرز مصادر 5 رموز في رمضان! 1- فانوس رمضان يعود أصل كلمة فانوس إلى الكلمة اليونانية “φανός” التي تُلفظ بالطريقة ذاتها، وهو ما يعني “الإضاءة” أو “النور”. وقد أجمع معظم العلماء على الإرتباط الوثيق بين فانوس رمضان ومصر، ولعلّ ذلك هو السبب لتصدّر المصريّين في صناعة الفوانيس. فتقول القصص أنّ المصريّين اعتادوا أن يرافقوا الخليفة في جولته من أبواب القاهرة القديمة إلى جبل المقطم لرؤية ظهور قمر رمضان، فيقف الأولاد حاملين فوانيس صغيرة لإضاءة طريقهم. أمّا في قصصٍ أخرى، فقد قيل أنّه في عهد الفاطميّين، إنتظر المصريّون الخليفة المعز بالله الفاطمي ليمر بالقاهرة، فأمرهم الحاكم العسكري بإنارة دربه. ولضمان عدم إنطفاء الشمع، صُنعت علبٌ خشبيّة فيها شمعة، ومغطّاة بورق النخيل والجلود الخفيفة. وفي رواياتٍ أخرى، يتم ربط الفوانيس بالفراعنة أو باليهود والمسيحيّين، حيث كانوا يستخدمونها في احتفالاتهم. ولكن في حكاية مختلفة، يُقال إنّه في القرن العاشر الميلادي، كانت النساء تُمنع من الخروج من منازلهنّ طوال العام في عصر الحاكم بأمر الله في مصر، لكنّ شهر رمضان كان استثناءً، إذ سُمح لهنّ بالخروج لأداء صلاة الجمعة، بشرط أن يرافق كل امرأة طفل يحمل فانوساً، وذلك ليعرف المارّة أنّ امرأةً تمرّ من الطريق، فيتنّحوا عن طريقها. 2- المسحراتي أوّل مسحر في الأمّة الإسلامية هو بلال بن رباح، حيث كان المسلمون يعرفون وقت السحور عبر أوّل آذان يذيعه الأخير، ثمّ يمتنعون عن الطعام بعد ثاني آذان يصدر عن عبد الله بن ام مكتوم حيث قال رسول الله (ص) : “إن بلال يؤذن باليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم”. وقد عُرفت مهنة المسحرّاتي في أيام الخلافة العباسيّة في بغداد، تحديداً في عهد الخليفة المنتصر بالله، ومن ثمّ إنتقلت إلى سائر البقاع الإسلامي. 3- المدفع تتّفق القصص التاريخيّة على أنّ مصر هي منشأ تقليد المدفع في رمضان، حيث شاع هذا التقليد في عهد والي مصر محمد علي باشا عام 1811 حين كان ينطلق المدفع في وقت الإفطار. قتقول القصص إن والي مصر محمد علي باشا أراد أن بجرّب مدفعاً مستورداً، فأطلقه في وقت الإفطار، ما جعل الناس يشكرونه على تذكيرهم بالإفطار عبر هذه المبادرة، فأمر بإطلاق المدفع يومياً عند الإفطار والسحور. 4- سيبانة رمضان سيبانة رمضان هي عبارة عن نزهة يخرج فيها المسلمون مع أبنائهم وعيالهم في آخر يوم عطلة أسبوع من شعبان للأكل واللهو والغناء. وسيبانة رمضان تعني الإستبانة أو الرؤية. فجرت العادة أن ينتشر المسلمون على شواطئ بيروت في 29 شعبان لرؤية أو استبانة الهلال. وقد أخذ البيروتيّون هذه العادة من المغرب، فيقول المؤرّخ أنّ معظم العائلات البيروتيّة تأتي من المغرب حيث يطلقون على هذه العادة “الشعبانية” وكلمة “سيبانة” باللهجة البيروتيّة، هي تصحيف لكلمة “شعبانة”. ولهذه العادة تسميات مختلفة، فتُسمّى “الشعبنة” في أرض الحجاز و”حق الليلة” في الإمارات وعُمان و”قريش” في الكويت و”الشعبونية” في المغرب وفلسطين، و”ليلة الناصفة” في بعض أجزاء الجزيرة العربية. واحتفال الشعبنة هو تراث شعبي أتى من الحجاز و بدأ بعد دخول قريش في الإسلام عند فرض الصوم، وقد تحوّل الآن إلى اجتماع العائلة في أواخر شعبان لتوديع الفطر واستقبال الصيام عبر إقامة المآدب ومزاولة الألعاب والرقصات الشعبيّة والغناء. 5- الطعام تكون الشوربة في السعودية هي سيدة المائدة وأبرزها حساء الحب الذي تختلف طريقة صنعه، إمّا بمرقة الطماطم أو البصل أو الحليب، بالإضافة إلى السمبوسك والسمبوسة والفول الذي إشتهر منذ عقودٍ في المائدة السعوديّة. و تختلف أنواع الفول بين الفول باللحم والفول المطبوخ بالجمر. وتاتي هذه العادات من الخليج العربي وقائمة طعام دول البحر الأحمر. ووجود التمر واللبن هو عادة معتمدة بين المسلمين لأنها من الماكولات التي أحبّها النبي وفطر عليها.