حققت العلاقات الاقتصادية بين المغرب والهند قفزة جديدة بالإعلان الرسمي أمس الثلاثاء بالرباط عن إحداث غرفة مغربية هندية للتجارة والصناعة كبنية موجهة للنهوض بالمبادلات والتعاون بين البلدين. وجرى حفل إطلاق الهيئة الجديدة بحضور رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ونائب رئيس جمهورية الهند محمد حماد الأنصاري وثلة من الفاعلين المؤسساتيين وعدد من البرلمانيين والموظفين السامين الهنود وفاعلين اقتصاديين عموميين وخواص من البلدين. وفي كلمة بالمناسبة، قال ابن كيران إن الغرفة الجديدة تمثل فرصة للمستثمرين من الهند والمغرب لتطوير التعاون والمبادلات التجارية بين البلدين مسجلا بأن المغرب يلتزم بتقديم الدعم وبذل الجهود من أجل النهوض بالعلاقات الثنائية وتنميتها على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي. وأكد في السياق ذاته بأن أدلة تاريخية تؤكد وجود روابط تجارية قوية بين الرباط ونيودلهي في مجالات مهمة وأن العلاقات بين البلدين تعود لعصر ابن بطوطة داعيا المستثمرين المغاربة إلى "كسر الحواجز" للوصول إلى الهند. من جهته أشار نائب رئيس جمهورية الهند أن الهدف من هذه الأرضية تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية والاستفادة من الموقع الجيوستراتيجي للبلدين من أجل بناء مستقبل أفضل للمستثمرين من الجانبين. من جهته، أكد رئيس الغرفة الجديدة، كولين نبهواني، أن إحداث الغرفة كان ضروريا من أجل إعطاء دفعة جديدة من خلال تشجيع التبادل والتعاون. وحسب رئيس الغرفة فإن مهمة الهيئة الجديدة التي يقودها فريق منبثق عن مختلف القطاعات الاقتصادية تتمثل في لعب دور المسهل من أجل تطوير الأعمال بارتباط مع الفاعلين المعنيين وخصوصا الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب والفدرالية الهندية لغرف التجارة والصناعة. وأوضح أيضا أنه على المستوى الاقتصادي عرفت المبادلات بين المغرب والهند تطورا مهما خلال السنوات الأخيرة غير أن مستوى التعاون يظل مع ذلك أقل من الطموحات ومن مؤهلات البلدين وبالنظر لدينامية وأهمية اقتصاديهما وكذا الموقع الجغرافي للمغرب وانفتاحه على إفريقيا وأوروبا. من جهته، قال نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة المغربية الهندية جيلالي السغروشني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن إحداث الغرفة يفتح الباب أمام إعطاء دفعة جديدة للعلاقات التجارية بين المغرب والهند، مشيرا إلى أن المملكة تمثل نقطة ارتكاز استراتيجية للتجارة الدولية بمخطط نمو طموح واقتصاد ينمو في السوق العالمية وقرب جغرافي من أوروبا تشجع على الربط بين إفريقيا وأمريكا وآسيا. وذكر من جهة أخرى بأنه منذ زيارة الملك محمد السادس في أكتوبر الماضي للهند سجل انفتاح مهم على المستويين الاقتصادي والصناعي. وقال " فتحت كل الأبواب أمام المستثمرين الهنود المغاربة إنه رهان مربح للطرفين". أما سفير الهند في المغرب دينيش باتنايك فقد عبر عن ارتياحه لعلاقات الصداقة الوثيقة التي تجمع البلدين والتي تشهد تقدما منذ الزيارة الأخيرة للملك محمد السادس إلى الهند لحضور قمة الهند إفريقيا. واعتبر الدبلوماسي الهندي أن غرفة التجارة والصناعة الهندية بالمغرب ستشكل دعما لتحفيز النمو في العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية. وقال "إنها لن تكون فقط مركزا للتبادل بالنسبة لكل أرباب الأعمال المهتمين بإرساء علاقات تجارية مع الهند، بل ستصبح أيضا مرجعا للمعلومات حول التجارة والصناعة بين البلدين". وتهدف غرفة التجارة والصناعة المغربية الهندية إلى أن تصبح فاعلا رئيسيا في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين من أجل تعزيز التوجه الديناميكي للعلاقات الاقتصادية والتجارية والرفع من المؤهلات الموجودة في قطاعي التجارة والصناعة بين البلدين. يذكر أن نائب الرئيس الهندي الذي يقود وفدا مهما يضم أعضاء بالحكومة وبرلمانيين، يقوم بزيارة رسمية للمغرب من30 ماي إلى فاتح يونيو.