في الايام القليلة القادمة كان رجال السلطة المحلية في اكثر من منطقة في ربوع المملكة الشريفة أبطال عدة قصص مثيرة، كما كانت المقاطعات مسارح الاحدات المتلاحقة طيلة الاسبوع الماضي وما قبله وبعده.. وشكل قياد المنطقة الابطال الاساسيين في الاحداث المحلية ويتبعهم الشيوخ والمقدمين كل حسب رتبته ومستوى ادائه.... فإذا كان قائد مقاطعة المسيرة صاحب فضيحة الدروة قد تم توقيفه والتشطيب عليه نهائيا إضافة وكان شيخ سيدي حجاج الذي عنف زوجته بقوة وقام بحلق راسها لرفضها الموافقة على زواجه، فإن قائد المقاطعة السادسة بمنطقة اولاد مبارك بمدينة القنيطرة مازال حرا طليقا هو ومعاونوه من السلطة المحلية الذين كانوا سببا مباشرا في دفع “مي فتيحة” بائعة البغرير إلى حرق نفسها احتجاجا على الظلم والحكرة التي مورست عليها، من طرف رجال السلطة المحلية. تخبرنا كرونولوجيا الاحداث ان قضية مي فتيحة هي الاولى زمنيا، ولكن قضية خولة والشعيبية هي التي طغت وغطت على الحدثين الاخرين اللذين كان القياد فيها هم الابطال، قائد الدروة الذي حاول الدرك الملكي تبرئته بكل الطرق ولكن الفبركة لم تؤت أكلها وكانت متابعة الراي العام الذكية مربكة للسلطة الغبية، خصوصا عندما تكون في موقف حرج، فلا تحسن اخراج المسرحية بشكل محبوك، وقد حاولوا بدهائهم الغبي جعل الظالم مظلوما، وتحويل البريئ إلى مجرم، ولكن باءت المحاولة بالفشل الذريع، وكشفت اللعبة، فلم يجدوا بدا من توقيف القائد الفاسد والتشطيب عليه... أما قائد المقاطعة السادسة الذي كاد يشعل ثورة جديدة في قنيطرة فيبدو ان اصحاب الحال وجدوا في قضية خولة وبوطازوت عجلة انقاذ وشغل الراي العام بقضية اخرى اقل خطورة على لمملكة الشريفة، حيث لا يوجد فيها بطل من رجال السلطة كما في القضايا الاخرى، اللهم إلا ان المقاطعة كانت فقط مسرحا في هذه القضية، وحتى لما انتهت القضية بين خولة والشعيبية نهاية سعيدة ترى البعض ليسو سعداء بهذه النهاية وينفخون مجددا في النار من تحت الرماد لعلها تشتعل لينشغل الناس عن قضية مي فتيحة بوعزيزية القنيطرة، فبعد ارتفاع اصوات بالالتفات لقضية بائعة البغربر المحكورة، هناك من يعيد الراي العام للانشغال مجددا بالشعيبية وانفها وخولة وسخفتها وتصريحات والدها العسكري المتسرعة... إن القاسم المشترك بين جميع القضايا هي هدر كرامة المواطن والحكرة التي تمارس عليه من السلطة واعوانها وافرادها الذين لا يجلسون أمام اللجن الاخلاقية والتاديبة حتى يقوموا بممارساتهم اللاأخلاقية ضد المواطنين الابرياء، والاصل ان يتلقوا تدريبا في معاهدهم يزرع فيهم الاخلاق ويدربهم على احترام المواطن والمحافظة على كرامته وامنه، ولكن العكس هو الحاصل حيث يدربون فقط على هدر الكرامة والاهانة والتعنيف لانه يدخل في طرق واساليب الضبط والتحكم والتسلط، وهذه الامور بالضبط هي التي تذكي نار الثورة والحقد على السلطة وتغولها،، فبدل ان تخدم السلطة المواطن وتحفظ امنه وكرامته، تسارع هي إلى استغلال ضعفه وفقره وخوفه لممارسة فسادها وتعسفها وشططها ، وكانهم لا يقراون التاريخ... وخلاصة الخلاصة ان الشعب لم يعد يقبل بالحكرة وهدر الكرامة، وإذا كان شعبنا الوفي قد تطور وترقى واصبح اكثر ذكاء وجرأة وإقداما، فإن على السلطة بكل مستوياتها ان تواكب هذا التطور وتتخلص من اساليبها القديمة العتيقة البئيسة التي تذكر بالهالك البصري الذي مازال يعشش في دهاليز السلطة للاسف الشديد، فوجب التخلص التام من اساليبه البائسة وبه تم الاعلام والسلام