احتشد عشرات من المواطنين والنشطاء الحقوقيين في وقفة احتجاجية ضمن ما بات يعرف بقضية "مي فتيحة"، وذلك أمام مقر الملحقة الإدارية السادسة التابعة للدائرة الحضرية أولاد وجيه، ضواحي القنيطرة، اليوم الإثنين. المتظاهرون رفعوا شعارات ولافتات تضامنية مع المرأة التي أحرقت نفسها، منددين بما اعتبروه الفساد الإداري المستشري في البلد، كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن حرق "مي فتيحة" لنفسها. ورفع المحتجون شعارات من قبيل "الشعب يريد إسقاط الفساد"، "السلطات المحلية سبب وفاة مي فتيحة"، مع لافتات جاء فيها "كلنا أبناء مي فتيحة"، "حداد على وطن خانه الجميع"، "لا معنى للحرية في وطن مجرموه أحرار". الوقفة عرفت حضورا مكثفا للباعة المتجولين المنضوين تحت لواء "التنسيقية الوطنية للباعة المتجولين والتجار على الرصيف"، إضافة إلى نشطاء حقوقيين وطلاب. وكانت المرأة المعروفة باسم "مِي فتيحة"، وهي تعمل بائعة متجولة وتبيع "البغرير" على الرصيف، قد أقدمت على حرق نفسها احتجاجا على ممارسات "قايد" بمدينة القنيطرة يوم السبت 9 أبريل، قبل أن تفارق الحياة في المستشفى. وأفادت مصادر مطلعة، أن وزارة الداخلية، أوفدت اليوم الإثنين، لجنة تفتيش إلى القنطيرة للتحقيق بشكل معمق في قضية وفاة "مي فتيحة بائعة البغرير"، بعد تعرضها لحروق من الدرجة الثالثة، قبل أن تغادر الحياة في مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. وفتح الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، تحقيقا مع قائد المقاطعة السادسة، بعد أن اتهمه أقارب الضحية بالتسبب في إحراق "مي فتيحة" لنفسها. ووجهت النيابة العامة استدعاء لكل من قائد المقاطعة السادسة وأعوان السلطة المتورطين في القضية.