هز انفجار قوي ناجم عن سيارة مفخخة تبنته حركة طالبان الثلاثاء العاصمة كابول وتبعه قتال عنيف أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص كما أعلن الرئيس الأفغاني بعد أسبوع على إطلاق المتمردين "هجوم الربيع" السنوي. وتبنت طالبان الهجوم قرب مكاتب حكومية في احد أحياء كابول. ويشكل هذا الهجوم في حي مكتظ بالسكان أول هجوم كبير تنفذه طالبان في كابول منذ أن أعلنت الحركة عن بدء موسم القتال هذه السنة. وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني في بيان "ندين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الذي وقع في حي بولي محمود خان في كابول والذي أسفر عن استشهاد العديد من مواطنينا وإصابة آخرين". وأضاف "مثل هذه الاعتداءات الإرهابية لن تضعف إرادة وتصميم قوات الأمن الأفغانية على محاربة الإرهاب". وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد إن مقاتليه تمكنوا من دخول مكتب الإدارة الوطنية للأمن، أبرز وكالة تجسس في أفغانستان. ولم يؤكد مسؤولون أفغان هذا التبني، لكن كان يمكن سماع أصوات رشاشات من قرب مجمع الإدارة الوطنية للأمن. ومن المعروف أن حركة طالبان غالبا ما تضخم حجم عملياتها. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي لوكالة فرانس برس إن "الانفجار الأول نفذ انتحاري بواسطة سيارة ويحتمل أن انتحاريا أو اثنين لا يزالان يقاومان". وأضاف "لقد طوقت قوات الأمن الأفغانية موقع الهجوم بالكامل". وكان القصر الرئاسي الأفغاني أفاد في بيان سابق على تويتر "الاعتداء الإرهابي اليوم قرب منطقة بولي محمود خان في كابول يثبت الهزيمة الواضحة للعدو في المعركة الثنائية ضد قوات الأمن الأفغانية". أعلنت حركة طالبان الأفغانية الثلاثاء بدء هجوم الربيع الذي تشنه سنويا رغم أن حكومة كابول تسعى إلى حمل المتمردين للمشاركة في المفاوضات الهادفة لإنهاء النزاع. وحذرت طالبان من أنها ستستخدم "هجمات واسعة النطاق ضد مواقع العدو في مختلف أنحاء البلاد" خلال الهجوم الذي أطلقت عليه اسم "العملية العمرية" نسبة إلى زعيم الحركة الراحل الملا محمد عمر الذي أعلنت وفاته الصيف الماضي. وبدأ المتمردون موسم القتال الأسبوع الماضي عبر استهداف مدينة قندوز (شمال) التي سيطروا عليها لفترة وجيزة السنة الماضية في نكسة كبيرة للقوات الأفغانية. لكن مسؤولين قالوا إن قوات الأمن الأفغانية طردت مقاتلي طالبان من المدينة الجمعة. وهجوم الربيع السنوي يشير عادة إلى بدء "موسم القتال" رغم أن التوقف خلال فصل الشتاء هذا كانت فترته قصيرة حيث واصلت حركة طالبان معاركها مع القوات الحكومية لكن بحدة أقل. وتدور أكثر المعارك شراسة في ولاية هلمند المحافظة الجنوبية التي تنتج معظم الأفيون الأفغاني وحيث يسيطر المتمردون على معظم المناطق. وبدأ متمردو طالبان يطرحون تساؤلات جدية حول قدرة القوات الأفغانية على الإمساك بأمن البلاد لوحدها مع مقتل 5500 جندي السنة الماضية، في أعلى حصيلة تسجل. وتوقفت محادثات السلام التي بدأت الصيف الماضي فجأة بعدما كشف أن زعيم طالبان الملا عمر توفي قبل سنتين. وتعقد مجموعة شكلت من أربع دول تضم أفغانستان والولايات المتحدة والصين وباكستان اجتماعات منذ يناير بهدف استئناف المفاوضات رغم أن جهودها لم تحقق نتيجة حتى الآن.