( إعداد مراسل الوكالة بباماكو : توفيق البوشتاوي ) باماكو /8 دجنبر 2014 /ومع/ تشكل الحملة الوطنية الأولى للتلقيح الاصطناعي للأبقار، التي انطلقت منذ شهور بمالي، تحت إشراف خبراء من الجمعية المغربية لمنتجي اللحوم الحمراء، خارطة طريق حقيقية لتنمية الثروة الحيوانية المحلية، مما يفتح آفاقا واعدة على المستويات الاقتصادية والإنتاجية والتنافسية للقطاع ككل. وقد تم إطلاق هذا البرنامج الرائد للتلقيح الاصطناعي، الذي يندرج في إطار التعاون المثمر ومتعدد الأشكال بين البلدين الشقيقين، بفضل الهبة الملكية التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لمالي في فبراير المنصرم، والمتمثلة على الخصوص في منح 125 ألف جرعة من التلقيح الاصطناعي للأبقار لفائدة مربي الماشية، وكذا معدات للتلقيح الاصطناعي تتكون من صناديق التلقيح الاصطناعي وحاويات لتخزين اللقاح. وتروم هذه الهبة، الممنوحة من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، على المدى المتوسط، إنتاج أبقار محسنة جينيا، فضلا عن الزيادة في إنتاج الحليب وتحسين مداخيل مربي الأبقار بمالي. وقد انتقل هذا البرنامج، الذي يشكل تجسيدا جديدا لالتزام المغرب الدائم إلى جانب مالي، إلى مستوى جديد بالتوقيع أمس الأحد على سلسلة من العقود لتوظيف ماليين مختصين في التلقيح الاصطناعي، معطيا بذلك الانطلاقة الفعلية لأولى مدارات التلقيح التي تشكل حلقة أساسية في تحقيق أهداف هذه الحملة للتحسين الجيني للأبقار بمالي. وجرى حفل التوقيع على هذه العقود بحضور، على الخصوص، وزير التنمية القروية بمالي بوكاري تيريتا، ووفد مغربي مكون من أعضاء الجمعية المغربية لمنتجي اللحوم الحمراء، والسيدة ملاك حنوفي من وزارة الفلاحة والصيد البحري، وسفير المغرب بمالي السيد حسن الناصري، وكذا أطر ومهنيي قطاع تربية الماشية بمالي. وحسب المديرية الوطنية للمنتجات والصناعات الحيوانية في باماكو، فإن مالي تتوفر على قطيع مهم من الأبقار، لكنه لا يغطي الحاجيات من الحليب واللحوم بالنسبة لساكنة تشهد نموا سريعا. وأبرزت أن تربية الماشية بمالي، القطاع الرئيسي للتنمية السوسيو اقتصادية للبلاد، تعاني من نقص التأطير التقني والتغطية الصحية وبالخصوص من ضعف الإمكانيات الجينية للسلالة المحلية. وأكد زكريا لمدور، رئيس بعثة الجمعية المغربية لمنتجي اللحوم الحمراء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "نعمل حاليا من أجل تفعيل هذا البرنامج الطموح الذي يمثل انطلاقة جديدة لتنمية سلسلة الأبقار بمالي من خلال الاستفادة من تجربة المغرب الناجحة في هذا المجال". وبعد أن نوه بحماس مربي الماشية الماليين ومهنيي القطاع لهذا البرنامج، أشار السيد لمدور إلى أن توقيع هذه العقود يأتي تتويجا للمجهودات الكبيرة التي قامت بها الجمعية منذ شهور في إطار تنفيذ هذا البرنامج الذي يفتح آفاقا جديدة لتربية الأبقار، التي تشكل القطاع الرئيسي للتنمية السوسيو- اقتصادية لمالي. وجدد بهذه المناسبة، عزم الجمعية الراسخ للعمل من أجل تحقيق أهداف هذه الحملة الرائدة للتلقيح الاصطناعي للأبقار بمالي طبقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.