إن العنب من أفضل الفواكه الغنية بالقيم الغذائية والمفيدة لصحة الإنسان، وهو يؤكل يابساً ورطباً، فضلاً عن أنه أحد ملوك الفواكه الثلاث مع الرطب والتين. العنب ذكر في القرآن الكريم في أكثر من موضوع، ففي سورة النحل يقول الحق سبحانه: “يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ”، وفي أية أخرى من نفس السورة يقول عز وجل :”وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا”. قد ثبت أن العنب من الفواكه المفيدة في علاج أمراض الصدر، نظراً لتأثيره الفعال في مكافحة السعال والتهابات الرئة، كما أن ورق العنب يعمل كمدر للبول، ويوصف في حالات الإصابة ببعض الأمراض مثل، الدوسنتاريا، الإسهال، انحباس البول، اليرقان. العنب يوصف أيضاً لعلاج أمراض الكلى والإمساك، فضلاً عن دوره في تقوية المناعة المعروف منذ القدم، حيث يساعد العنب الجسم على اختزان المواد الآزوتية والدهنية، فتزيد بذلك مقاومة الجسم للأمراض. ويعتمد الكثير من الأطباء في علاج حالات مرضية كثيرة على العنب خلال موسم العنب، ناصحين بتناول 20 جراماً من عصير العنب صباحاً ومثلها بعد خمسة ساعات يومياً خلال موسم العنب، لأن ذلك يقي الجسم من الإصابة بالعديد من الأمراض. العنب يحتوي على أهم العناصر الغذائية كالمواد السكرية وتبلغ 15%، منها حوالي 7% “سكر أحادي” والذي تزداد نسبته كلما نضجت الثمار، وهو أبسط المواد السكرية تركيباً، واسهلها امتصاصاً وتمثيلاً في الجسم، وتعتبر السكريات هى المادة الأساسية للاحتراق وإنتاج الطاقة اللازمة للنشاط والحيوية. كذلك يحتوي العنب على مواد بروتينية 15%، ومواد دهنية 1,5%، وكميات ضئيلة من الأحماض العضوية أهمها، حمض “الليمون” وحمض “الطرطير”، بالإضافة إلى أملاح البوتاسيوم والكالسيوم والفسفور. قشر العنب غني بفيتامين “ب” المركب الذي يدخل في عمليات حيوية كثيرة في جسم الإنسان، وهو عامل مهم في سلامة الجهاز العصبي. وكذلك يحتوي العنب على كمية لا بأس بها من فيتامين “ج” الذي يحفز مناعة الجسم، ويقلل من احتمالات الإصابة بالميكروبات والجراثيم، كما تعطي كل 100 جرام من العنب 68 سعراً حرارياً. أشار قول أحد المهتمين بالعلاج الطبيعي: “إن ما لفت نظري في الإحصاءات الخاصة بمرض السرطان، أن المرض يكاد يكون معدوماً في البلدان التي يكثر فيها العنب”.