أشارت دراستان أمريكيتان حديثتان إلى أن المنتجات الاستهلاكية المضادة للبكتيريا مثل الصابون والشامبو ومعجون الأسنان ومعطرات الجسم وبعض مستحضرات التجميل قد تُسبب السرطان والتليف الكبدي، نظراً لاحتوائها على مادة تُسمى "تريكلوسان" التي تُغير في تنظيم وتركيب الهرمونات داخل الجسم. سلطت الدراستان اللتان أجرتهما جامعتا "كاليفورنيا سان دييغو" و"كاليفورنيا دافيس" الضوء على التعرض للمدى الطويل للمواد الكيمائية المضادة للبكتيريا، لاسيما بعدما أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بياناً بعدم وجود أدلة كافية لتوجيه أصابع الاتهام على مادة تريكلوسان. الآن، وبعد هذه الدراسة التي تُضاف إلى دراسات سابقة، لدى الإدارة دليل جديد يؤكد أن هذه المادة تعرقل وظيفة البروتين المسؤول عن طرد المواد الكيميائية السامة والضارة من الجسم وتنظيفه منها، وبالتالي تساعد في تكوين سلالات هرمونية مسرطنة تؤثر سلباً على وظائف وصحة الكبد وتؤدي إلى السرطان. وخلال الدراسة تعرضت الفئران لمادة "تريكلوسان" لمدة 6 شهور، أي ما يعادل 18 عاماً بالنسبة للإنسان، وقارنوا بين صحتهم وصحة مجموعة أخرى لم تتعرض لهذه المادة خلال الفترة ذاتها، فتبين أن المجموعة الأولى ظهرت عليها علامات واضحة بتدهور صحة الكبد ووظائفه، مقارنة بالمجموعة الثانية التي لم تتعرض لهذه المادة.