بحث المشاركون في ورشة عمل نظمت أمس الاثنين بالقنيطرة، أهمية الاقتصاد الاجتماعي التضامني، وما يرتبط بتقنيات التسويق، في تحقيق النهوض بالوضعية الاقتصادية للنساء. وأبرز المتدخلون في هذه الورشة، التي نظمت في إطار فعاليات المهرجان الإقليمي الثاني للشؤون النسوية، الذي تحتضنه القنيطرة خلال الفترة ما بين سابع و11 نونبر الجاري، أهمية تحسيس وتوعية النساء، ولاسيما في العالم القروي والأحياء الهامشية، بضرورة الانخراط في مبادرات وأنشطة خاصة بالاقتصاد الاجتماعي. كما تم التأكيد في هذا السياق على أهمية انخراط النساء في إطارات تنظيمية، ولاسيما منها التعاونيات ، باعتبارها الشكل الأكثر ملائمة لاحتضان المبادرات الجماعية من أجل خلق أنشطة مدرة للدخل وميسرة للادماج الاجتماعي. وشدد المشاركون في هذه الورشة التحسيسية على أهمية تمكين النساء المنخرطات في مشاريع الاقتصاد الاجتماعي التضامني من دورات تكوينية في مجال تقنيات التسويق باعتبارها الحلقة المركزية في مسار كل مشروع تنموي. وتم التذكير خلال هذه الورشة، بأن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يشمل مجموع الأنشطة الاقتصادية التي تهدف إلى إدماج الفئات الاجتماعية الأكثر فقرا في المحيط السوسيو اقتصادي عن طريق مبادرات تشمل الإنتاج والاستهلاك والاستثمار بطريقة قائمة على احترام الإنسان والبيئة والمجال والمساهمة في خلق وتشجيع المشاريع الجماعية وخلق فرص شغل جديدة في عدة مجالات. و في هذا السياق أبرز السيد ربيع الشيهب ممثل وكالة التنمية الاجتماعية، الذي أشرف على تأطير هذه الورشة، أن التعاونيات والجمعيات والتعاضديات تعد من أهم الآليات التنظيمية المعروفة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وأشار إلى النمو الكبير والملحوظ للاقتصاد الاجتماعي والتضامني خلال السنوات الأخيرة ، في ظل وجود إرادة سياسية قوية لتنمية الاقتصاد الاجتماعي (التوجيهات الملكية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكالة التنمية الاجتماعية، البرنامج الحكومي، مخطط المغرب الأخضر وغيرها ) وهو ما أدى إلى تزايد عدد التعاونيات بالمغرب وتنوع مجالات اشتغالها وتوسع عدد المنخرطين فيها. وحث المشاركين في الورشة على التحلي بالروح الإيجابية واستثمار ما يتوفرون عليه من خبرات ومهارات في بلورة مشاريع جماعية مدرة للدخل في إطار تعاوني وتشاركي وتضامني. ويسعى المهرجان الإقليمي الثاني للشؤون النسوية، الذي تنظمه نيابة وزارة الشباب والرياضة بإقليم القنيطرة، بمناسبة اليوم الوطني للمرأة ، إلى التعريف بالدور الذي تقوم به مؤسسات الأندية النسوية ومراكز التكوين المهني النسوي ورياض الأطفال في تكوين وتوعية المرأة والفتاة بدورها في المجتمع والمساهمة من اجل المساهمة في التنمية. كما تتوخى، هذه التظاهرة التي تنظم تحت شعار المرأة الغرباوية : تنمية، حضور وإشعاع ، دعم منتوجات التعاونيات النسائية بالإقليم وتشجيع ابتكارات المرأة الغرباوية و ادماج المرأة والفتاة في النسيج السوسيو اقتصادي وتسهيل انفتاحهم على المحيط الخارجي. ومن جهة أخرى يروم المهرجان الذي ينظم بشراكة مع ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن وجمعيات المجتمع المدني ومجموعة من القطاعات الاجتماعية ذات الصلة ،إلى التعريف بالخدمات المقدمة من طرف مؤسسات الأندية النسوية ومراكز التكوين المهني من خلال تنظيم أبواب مفتوحة . ويتضمن برنامج هذه التظاهرة على الخصوص ندوات وورشات عمل تتناول بالخصوص محاور "الارهاق في العمل"، و"من أجل قانون لمكافحة الاتجار في النساء" و"خلق المقاولات وتقنيات البحث عن العمل". كما يشهد المهرجان عرض أشرطة سينمائية وتقديم عروض مسرحية إلى جانب تنظيم مسابقات رياضية وثقافية وعروض للأزياء التقليدية.