أكد أعضاء لجنة المتابعة للقاء اليساري العربي ، اليوم الجمعة بالرباط، أن اليسار العربي يمر بمرحلة "حرجة" تستلزم إعادة النظر في المقاربات التي تم اتخاذها وعدم الاكتفاء بإلقاء اللوم على ما يجري في العالم من "تطورات" أو على ما فشلت فيه الأنظمة العربية على مستوى تدبير الشأن الداخلي. وأضافوا، خلال مشاركتهم في الاجتماع الثاني للجنة المتابعة للقاء اليساري العربي ، أن دور أحزاب اليسار العربية في تراجع نتيجة تضافر عوامل داخلية وأخرى خارجية. وفي هذا السياق، شدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية السيد نبيل بنعبد الله، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الاجتماع، على ضرورة إيجاد الصيغ الملائمة التي تمكن أحزاب اليسار العربية من استعادة توهجها وحضورها في المنطقة العربية، ومن التكيف مع الأوضاع الدولية المتغيرة، داعيا إلى تشكيل فريق عمل مكون من ممثلي أحزاب اليسار العربية يقوم بصياغة أرضية تتوخى تعزيز وتدقيق موقف اليسار في مختلف الدول العربية ليكون لها تأثير على مواقف فصائل أخرى بأوروبا. وأعرب السيد بنعبد الله عن أمله في أن يتمخض عن هذا اللقاء اعتماد مقاربة موحدة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل بلد على حدة وتذهب بعيدا في التحليل بكل جرأة. من جانبه، أبرز رئيس اللجنة السيد خالد حدادة ، ممثل الحزب الشيوعي اللبناني، أن التحدي الذي تواجهه أحزب اليسار العربية يتمثل بالخصوص في الانتقال من "التبشير والنصح إلى الفعل الثوري"، لاسيما في ظل المرحلة الانتقالية الخطيرة التي تمر منها المنطقة العربية، مستحضرا الأوضاع المتدهورة على الخصوص في سورياوالعراقوفلسطين . ودعا السيد حدادة إلى الانكباب على إعداد خطط بشأن التحرك السياسي لقوى اليسار العربي للتصدي للأخطار المحدقة بالشعوب العربية. من جهته ، استعرض السيد محمد جبور عن حزب الوطنيين الديمقراطيين التونسي التجربة التونسية والمعركة "المريرة" التي تم خوضها لإخراج الدستور التونسي الحالي إلى حيز الوجود ، مؤكدا على ضرورة تبادل الآراء ولإطلاع على تجارب الدول الأعضاء في لجنة المتابعة للقاء اليساري العربي وتحليلها ومناقشتها على نطاق واسع حتى يتمكن هذا اليسار من صياغة مشروع موحد لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة العربية. أما ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حمادة معتصم فقد تطرق إلى تجربة التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس)، مبرزا أن علاقة الجبهة بهذه الأخيرة "تأخذ طابع المد والجزر" لعدة اعتبارات سياسية. وتتواصل أشغال هذا الاجتماع على مدى يومين بعقد جلستين مغلقتين، تناقش الأولى " الوضع السياسي في دول المنطقة العربية، خاصة بعد إعلان ما يسمى دولة الخلافة في العراق والشام وما تبعه من تطورات ميدانية والإعلان عن التحالف الدولي الجديد بقيادة الولاياتالمتحدة، نقاش مسألة الإسلام السياسي، ثم ما هي خطط التحرك السياسي لليسار في المشرق والمغرب العربيين" ، فيما تتطرق الثانية إلى " تقييم ما تم تنفيذه من الأنشطة خلال الفترة الماضية وإعداد برنامج الأنشطة المشتركة المقبلة (...) والتحضير لمنتدى حول دور المرأة في ثورات الشعوب العربية وانتفاضتها والتحديات التي توجهها ".