أكد حزب التقدم والاشتراكية أن المغرب سيظل متشبثا بخياره الاستراتيجي لترجيح الحل السياسي المتوافق عليه، بشأن ملف الصحراء المغربية، كما تجلى ذلك في روح ومنطوق مخطط الحكم الذاتي في كنف السيادة المغربية الذي عرضته المملكة على مجلس الأمن الدولي الذي أقر صراحة بجديته ومصداقيته. وأوضح الحزب في بيان ، اليوم الأربعاء، بمناسبة تخليد الذكرى 39 للمسيرة الخضراء المظفرة، أنه ليس هناك بديل عن مخطط الحكم الذاتي الذي يصون كرامة كل الأطراف ويؤمن مسار المغرب الكبير بدوله الخمس نحو الاستقرار والازدهار والأخوة والديمقراطية. وتابع أن "أعظم دعامة للفوز النهائي لهذه القضية المقدسة تظل هي الإجماع الوطني الصادق إضافة إلى الاستمرار في تعزيز الجبهة الداخلية عبر تكريس الممارسة الديمقراطية في المناطق الجنوبية والشمالية على السواء، باعتبار أن قوة المغرب تكمن في إجماعه وديمقراطيته وسعيه الدؤوب نحو بناء مغرب المؤسسات والكرامة والعدالة الاجتماعية". وسجل الحزب "بمرارة أن معاكسة طموح المغرب المشروع في استرجاع سيادته التاريخية والسياسية على أقاليمه الصحراوية، هي من فعل من كان يتوجب عليهم أخلاقيا إسناد المغرب في هذا المنحى المشروع، وهم حكام الشقيقة الجزائر ، الذين وظفوا كل طاقاتهم الدعائية والسياسية والدبلوماسية والمالية لبسط هيمنتهم على المنطقة المغاربية على حساب الحقوق المقدسة المشروعة للأمة المغربية، ولم يحصدوا خلال 39 سنة من المناورات إلا 39 سنة من الهزائم". ومع ذلك، يضيف البلاغ، فإن المغرب لن يتخلى عن روح المسؤولية التي ظل متحليا بها على الدوام بشأن هذا النزاع، ودعا بالمناسبة إلى استحضار الأوضاع الكارثية التي يعاني منها المحتجزون بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، مطالبا مرة أخرى المنتظم الدولي وكل المنظمات غير الحكومية الدولية الجادة إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة في هذا الصدد بكل شجاعة وموضوعية. وخلص البلاغ إلى أن ذكرى المسيرة الخضراء تعتبر ملحمة عظيمة تؤرخ للحظة تاريخية مميزة لنضال الشعوب من أجل انعتاقها، ومناسبة لاستحضار التضحيات الجسام التي بذلتها الأمة المغربية جمعاء بغاية النهوض بالأقاليم الجنوبية المحررة وتحريك دينامية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة فضلا عن ترسيخ مسار البناء الديمقراطي في الجنوب كما في الشمال.