أكدت الصحف الوطنية، الصادرة اليوم السبت، أن تخليد الذكرى ال`35 للمسيرة الخضراء الخالدة، بوصفها حدثا تاريخيا متميزا، يأتي ليجدد التأكيد على التعلق الراسخ بالوحدة الترابية للمملكة. وهكذا، كتبت صحيفة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي) أن هذه الذكرى تعد "حدثا تاريخيا حاسما يعكس بقوة الترابط الوثيق بين العرش والشعب من أجل خدمة القضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية مغربية الصحراء التي تشكل مصدرا لا ينضب من الإلهام الذي يرسخ في مجتمعنا قيم المواطنة، ويشجع انخراط جميع المغاربة، دون تمييز، في دينامية التنمية التي تشهدها المملكة". وأوضحت الصحيفة أن "هذه المسيرة، التي أعدتها يد خبيرة، كشفت عن عبقرية سياسية لا تضاهى للمغفور له الملك الحسن الثاني، دخلت التاريخ وأصبحت تراثا كونيا على غرار باقي الأحداث الكبرى التي طبعت تاريخ الإنسانية"، مضيفة أنه "بعد مرور 35 سنة على هذه الملحمة الكبرى، لايزال المغرب في صحرائه بالأقاليم الجنوبية، مستندا في ذلك إلى قانون تاريخي، وهوية مغربية وأواصر يعود تاريخها إلى أزيد من 12 قرنا". من جهتها كشفت صحيفة (لوبينيون) أن المسيرة الخضراء شكلت "أحد أبرز الملاحم في تاريخ المغرب المعاصر والقديم على حد سواء، وحدثا متميزا في مسيرة الإنسانية". وأوضحت الصحيفة أنه "من خلال إحياء ذكرى المسيرة الخضراء التي كانت عنوانا للتحدي والوحدة والتعبئة، فإن الشعب المغربي يبقى متشبعا بنفس الحماس الذي ميز مسيرته المظفرة في السادس من نونبر 1975 ، ويظل عازما على مواجهة مؤامرات خصومه، ومتيقنا بأن النصر سيتوج نضاله، وبأن الأقاليم الجنوبية ستظل مغربية على الدوام، وستعيش في ظل مستقبل زاهر، وبأن جميع أراضيه التي لاتزال تحت السيطرة الأجنبية ستعود إلى الوطن الأم". وفي هذا السياق، أشارت (ليبيراسيون) إلى أن هذه الذكرى "تأتي في ظل ظرفية إيجابية جدا بالنسبة لقضيتنا الوطنية". وأبرزت أن "مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل عادل ونهائي وعملي ومقبول لقضية الصحراء، تحظى في الواقع بدعم متزايد للمجتمع الدولي، والتي كان من آثارها المباشرة تسريع وتيرة عودة المحتجزين بمخيمات تندوف إلى أرض الوطن، وإقناع كبار القياديين في البوليساريو أمثال مصطفى ولد سيدي مولود بالتعبير جهارا عن دعمهم لهذه المبادرة الديموقراطية، التي تحترم تعددية الآراء المحلية وسيادة المغرب على أراضيه". وبالنسبة لجريدة (البيان) فإنه "بعد 35 سنة من تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، عزز المغرب بشكل مريح موقعه على مستوى المنتظم الدولي، رغم إصرار الجزائر على إذكاء نار الفتنة للحيلولة دون الترسيخ الدولي، بشكل نهائي، لمغربية الصحراء". وأضافت أنه "من خلال المبادرة المغربية للحكم الذاتي، أبان صاحب الجلالة الملك محمد السادس عن استمرارية التوجه المغربي الذي يظل متشبثا بأقاليمه الشرعية وحقوقه التاريخية المعترف بها من طرف المنتظم الدولي". ومن جانبها، كتبت يومية (الاتحاد الاشتراكي) أن المغرب يخلد الذكرى ال35 للمسيرة الخضراء "بنفس الحماس والتعبئة، إن لم نقل أكثر، اللذين كانا وراء التحرير"، مضيفة أن ذكرى هذه السنة يتقدم فيها المغرب على جبهة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الأقاليم الجنوبية. من جهتها، كتبت جريدة (العلم) في افتتاحيتها أن ذكرى مسيرة الخضراء تحل، بكل ما تنطوي عليه من رموز ودلالات، "في الوقت الذي يتجند في الشعب المغربي وراء جلالة الملك في معركة صمود وطني في وجه خصوم وحدتنا الترابية، الذين يبذلون كل جهد من أجل عرقلة الحل السلمي الملتزم بقواعد القانون الدولي، الذي اقترحه المغرب وطرحه أمام المنتظم الدولي لإنهاء المشكل المفتعل من الأصل من خلال إقامة حكم ذاتي في الصحراء في إطار من السيادة المغر بية وفي كنف العرش المغربي". وفي افتتاحية تحت عنوان "35 سنة .. صمود وبناء"، كتبت صحيفة (الصحراء المغربية) أن ذكرى هذه السنة تأتي معززة بالاختراق الدبلوماسي والسياسي، الذي سجله المغرب بفضل مقترح الحكم الذاتي لأقاليمه الصحراوية، وما حظي به من دعم وتنويه دولي"، مضيفة أن المغرب مازال يحرص، وهو يواصل مسيرة الوحدة والديمقراطية والتنمية والمصالحة، منح الخصوم فرصة تاريخية لتصفية النزاع من خلال هذه المبادرة، وفتح آفاق جديدة للتعاون والتكامل الاقتصادي ضمن سياسة حسن الجوار وتنمية المصالح المشتركة. من جهة أخرى، أكدت صحيفة (بيان اليوم) أن تخليد هذه الذكرى يعد مناسبة جديدة لتجديد تعبئة الشعب المغربي وتضامن جبهته الداخلية أمام مناورات أعداء الوحدة الترابية، وكذا لتجديد تأكيد إرادته القوية لتعزيز مساره على طريق الديمقراطية وتنمية جميع الجهات، خصوصا بالأقاليم الجنوبية ومواصلة إنجازه للأوراش الكبرى المفتوحة من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار. وأبرزت صحيفة (الحركة) أن تخليد هذه الذكرى يأتي في أجواء التعبئة الوطنية الشاملة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاستحضار دروس وعبر ومبادئ وقيم التضحية والوفاء والوحدة، التي أرست دعائمها ملحمة استكمال الاستقلال، وتحقيق الوحدة الترابية من جهة، وللتوجه نحو المستقبل، والانخراط في مسيرة جديدة ومتجددة، لبناء مغرب الوحدة والديمقراطية من جهة ثانية. أما صحيفة (المنعطف) فقد كتبت أن روح المسيرة الخضراء ودرسها الخالد مازالا حاضرين في عمق معركة الدفاع عن الوحدة الترابية.