أكدت الصحف الوطنية الصادرة اليوم الأربعاء أن تخليد الذكرى ال`54 لعيد الاستقلال المجيد يمثل مناسبة لإبراز مدى تعلق الشعب المغربي بالعرش العلوي المجيد وعزمه المستميت على الدفاع عن مقدساته وطنه وثوابته ووحدته الترابية، وتشبثه بمواصلة بناء مغرب حداثي ديمقراطي. وأضافت اليوميات الوطنية أن ذكرى عيد الاستقلال ستظل معلمة وضاءة في المسيرة المغربية لاستقراء الأمجاد الوطنية والملاحم البطولية ومواصلة السير لإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي وتحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة وإنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وهكذا، أبرزت جريدة (بيان اليوم) أن ذكرى عيد الاستقلال، التي تعتبر إحدى المحطات الخالدة في تاريخ المغرب الحديث، تحل متزامنة مع المسيرة المتواصلة لاستكمال الوحدة الترابية، رغم المناورات اليائسة لخصوم المغرب وأعدائه، والذين يعود للمغرب الفضل الكبير في مساندتهم وتقديم الدعم لهم للتحرر والاستقلال. وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن الخطاب الملكي السامي ليوم سادس نونبر الجاري في ذكرى المسيرة الخضراء جدد التأكيد على التصدي لتآمر الخصوم على مغربية الصحراء بحكمة وثبات، وإقدام على المبادرات البناءة، حتى يتحقق للأقاليم الجنوبية للمملكة ما تتوخاه من تنمية وتقدم ووحدة. من جهتها، كتبت جريدة (رسالة الأمة) أن "للذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاستقلال، التي يحتفل الشعب المغربي اليوم بحلولها، طعم خاص ودلالة جديدة في الكفاح الوطني المغربي من أجل التحرير والوحدة والبناء، لأنها تأتي في سياق متغيرات دولية تكرس عدالة وشرعية قضية وحدتنا الترابية". وأضافت أنها "تلقم حجرا لأعداء الوطن من ورثة الاستعمار ومخططاته التفتيتية لترابنا الوطني"، مشيرة إلى أن هذه الذكرى "تضع على الأمة، من شمال المملكة إلى جنوبها، مسؤولية مواصلة الوفاء لأرواح شهداء التحرير والوحدة، من خلال الثبات على المبادئ والقيم النبيلة التي سقتها الدماء الزكية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه". ومن جانبها، أفردت يومية (الصحراء المغربية) ملفا خاصا لهذا الحدث، أشارت فيه إلى أن ذكرى الحرية، التي أعقبت عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وأسرته الشريفة من المنفى السحيق إلى أرض الوطن، مثلت إعلان نهاية معركة الجهاد الأصغر وبداية معركة الجهاد الأكبر، الذي تمثل في بناء الدولة المغربية الحديثة على عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه. كما تمثل ذلك، تضيف الجريدة، في تثبيت دعائم هذه الدولة، بإطلاق مجموعة من الأوراش الإصلاحية، وصيانة الوحدة الترابية، مشيرة إلى أن الشعب المغربي يعيش عهدا جديدا بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يسير بشعبه نحو مدارج التقدم والحداثة مواصلا مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمملكة وتحصين الانتقال الديمقراطي. وجاء في "كلمة العدد" ليومية (الاتحاد الاشتراكي) "نخلد اليوم ذكرى استقلال المغرب ونحن في أمس الحاجة إلى دروسها ومعانيها، وفي أمس الحاجة إلى استحضار بنائها الرمزي، ولعل أول ما نستحضره هو ذلك التعاقد القوي بين ملك وطني وشعب وفي، بين حركة وطنية قوية ومتجذرة وعرش رفض الإغراءات المرتبطة بالسلطة، وارتمى بكل سيادة وقوة في أحضان البلد". وبعد أن ذكرت الجريدة بأن هذا الإرث الوطني هو الذي مهد "للتعددية وصناعة الوعي الوطني لدى الأفراد والجماعات، وهو الذي صهر المغاربة في كيان واحد متميز بالرغم من تعدد انتمائه وتراثه"، خلصت إلى أنه "ونحن اليوم نستحضر كل بناة الاستقلال، الوطنيين الكبار الذين يشكلون تراثنا الحي والدائم، ننحني بكل إجلال أمام أرواحهم الطاهرة".