تطوان / 4 نونبر 2014 (ومع) قال المؤرخ والباحث المتخصص في تاريخ الحركة الوطنية السيد رضوان احدادو إن الاحتفاء بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة ، هو "بمثابة موعد سنوي متجدد ومحطة رمزية لإبراز التزام المغاربة بالدفاع عن قضاياهم الوطنية العادلة بعيدا عن منطق المواجهة والعنف والمكائد". وأبرز السيد احدادو ،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أن هذا الاحتفاء السنوي "يلخص أيضا ، بالإضافة الى حكمة ونباهة وبعد نظر المغاربة وجنوحهم الى السلم والاعتدال ونبذ العنف ، قوة عزيمة المغاربة وشجاعتهم وقدرتهم على الإبداع واستعدادهم الدائم للدفاع عن حوزة المغرب واستكمال وحدته الترابية في ظل ما يمليه عليهم واجبهم الديني والوطني والأخلاقي". كما يرمز حدث المسيرة الخضراء ،حسب المؤرخ ، إلى تلاحم العرش والشعب ، مما "مكن المملكة المغربية من تجاوز المحن والصعاب التي اعترضت طريق المغرب في فترات تاريخية دقيقة ، خرج منها المغرب مرفوع الرأس بشموخ ، ولم تزده تلك الصعاب إلا عزيمة وإصرارا لمواجهة التحديات سواء في بعدها الأمني أو التنموي أو الاجتماعي والسياسي". وأكد الباحث رضوان احدادو أن المسيرة الخضراء ، التي أبدعها الملك الباني جلالة المغفور له الحسن الثاني نجل أب الوطنية جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراهما ، "لم تفقد رمزيتها وتوهجها رغم مرور 39 سنة عن إبداعها ، لكونها قدمت درسا بديعا ودالا،بشكله ومضمونه الإنساني ، للمجتمعين الدولي والإقليمي ، مفاده أن المغاربة ،شعبا وعرشا ، قادرون على ترتيب الخلافات وإيجاد الحلول لأصعب القضايا وأعقدها عبر آليات سلمية قل نظيرها في تاريخ البشرية". واعتبر السيد احدادو أنه "ما أحوج العالم الآن لمثل هذه المواقف والمبادرات ، التي ترمز اليها المسيرة الخضراء ، كفكرة وكإبداع وتطبيق عملي ميداني ، لتجاوز الأفكار الانفصالية الهدامة والمواقف المتطرفة والمتشنجة والتطاحنات والمواجهات المسلحة" ، مبرزا أن المسيرة الخضراء تدل على التزام كل المغاربة بالوطنية الصادقة والإسلام المتسامح ، خاصة وأن المغاربة الذين شاركوا في هذه الملحمة التاريخية الفريدة لم يكن زادهم فيها لمواجهة الغطرسة الاستعمارية الا المصحف الكريم والعلم الوطني. وأضاف أن المسيرة الخضراء ، كحدث سياسي ووطني بارز، لم تنطفئ شمعتها المتوجهة رغم مرور عشرات السنين ، والدليل على ذلك أن كل المغاربة شبابا وشيبا لازالوا يتغنون الى اليوم بأمجاد المسيرة المظفرة كما لو أنها لم تحدث إلا في الماضي القريب ، كما لازال الاحتفاء بها على نفس الدرجة من الاهتمام رغم مرور 39 سنة على تنظيمها ، كيف لا وهو زادهم المعنوي لتخطي كل الاكراهات وتقويض كيد المتربصين بوحدة المغرب الترابية ،الذين يغيضهم تلاحم المغاربة والتفافهم حول العرش العلوي المجيد والنجاحات التي يحققها المغرب في كل المجالات. وخلص الى أن تخليد المغاربة لحدث المسيرة الخضراء ، ليس فقط لحظة رمزية لاستعادة الذاكرة والتاريخ ، بل هي "دفعة معنوية لمواصلة مسيرة البناء والتشييد والنماء ومتطلبات التحديث والإصلاح" ، التي خطط لها حفيد أب الأمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،والتي "تعد مثالا حيا لحكمة وتبصر المغاربة في ظل ظروف صعبة يجتازها أكثر من بلد عربي".