تطوان 17 غشت 2014 (ومع) يخلد كل المغاربة بتقدير واعتزاز يوم 20 غشت الجاري الذكرى الÜ61 لثورة الملك والشعب ،وهي لحظة وضاءة متجددة لاستلهام العبر في التضحيات والتلاحم وربط الصلة بين مسيرات الامس واليوم المظفرة والخالدة. ويأتي تخليد المغرب لهذه اللحظة الرمزية من تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والبطولات لإبراز الرصيد الغني والفريد الذي بصم فقراته الشعب المغربي في تلاحم وطيد مع عرش المملكة من أجل الدفاع عن حرمة البلاد ووحدة الأمة والمقدسات الوطنية ، التي لم تفتر همة المغاربة للدفاع عنها اقتداء بسلفهم المجاهد. كما ستبقى ثورة الملك والشعب في وجدان وقلوب المغاربة ، رغم مرور ستة عقود من الزمن على اندلاعها ، محطة رمزية تعكس أبهى صور التضحية ونكران الذات والاستشهاد ، وأروع صفحات الجهاد في سبيل الله وحرمة الوطن ، وكذا إرادة المغاربة الثابتة للدفاع عن وحدتهم الوطنية ، وهي الإرادة التي لازالت مجسدة الى يومنا هذا ولم يتزعزع بنيانها لمواجهة دعوات الانفصال ومناورات أعداء الوحدة الترابية للمغرب. وبنفس الهمة والعزيمة والقدرة على التحدي ومواجهة الصعاب لازالت مسيرات البناء والنماء ، التي تعد ثورة الملك الشعب ملهمتها ،تسير بخطى ثابتة وترسم أعظم صفحات الجهاد الأكبر من أجل الرقي بالمغرب الى مصاف الدول المتقدمة ، ديموقراطيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، بفضل النظرة الثاقبة والمتنورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفيد أب الامة جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيق دربه الملك المجدد جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما. كما أن استحضار القيم الرمزية والدلالية العميقة لثورة الملك والشعب هو واجب ديني ووطني وإنساني وتاريخي لاستقراء الدروس من عبق التاريخ ولتكريس ثقافة العرفان والاعتراف بما أسداه الوطنيون المجاهدون الصادقون للمغرب والوفاء لعطاءاتهم وتفانيهم في الدفاع عن حوزة الوطن ، وكذا تعزيز قيم التضامن داخل المجتمع والمواطنة الحقة التي تعد الزاد الاساسي لكل المغاربة لمواجهة كل التحديات الآنية والمستقبلية بنفس العزيمة والارادة. وفي مثل هذه اللحظات الوجدانية ، التي يمتزج فيها الوفاء بالمودة والاحترام والتقدير والتبجيل والمروءة والسماحة ، يعطي المغرب دروسا عميقة في قدرة المغاربة على التوحد والتلاحم واليقظة والتعبئة الدائمة والالتفاف حول العرش ضد كل من سولت له نفسه محاولة المساس بوحدة المملكة الترابية ، وهي خاصيات لا تدل فقط على نبل ومكارم الاخلاق ، التي يتحلى بها المغاربة ، بل وأيضا على جدية والتزام المغاربة بمبادئهم واستعدادهم للدفاع عن قضاياهم المصيرية في كل وقت وحين ، وهي خاصيات ومثل عليا مفطور عليها الشعب المغربي وتتوارثها كل الاجيال المتعاقبة والصاعدة الى يومنا هذا.