شكل موضوع "مخاطر العولمة" محور محاضرة قدمها مساء أمس الثلاثاء بكلية العلوم السملالية بمراكش، المفكر والفيلسوف والعالم الاجتماعي الفرنسي إدغار موران، وذلك في اطار افتتاح دورة المحاضرات السنوية التي تنظمها جامعة القاضي عياض. وتهدف الجامعة من خلال هذه المحاضرات الى خلق فضاءات للتبادل مع شركائها الأكاديميين والسوسيو اقتصاديين والمساهمة في تعزيز النقاش حول القضايا الكبرى التي تشغل الرأي العام. وخلال هذه المحاضرة الافتتاحية للدخول الجامعي للموسم 2014/ 2015، أوضح العالم الاجتماعي إدغار موران ، في تحليل مفصل، الدينامية التي عرفتها العولمة عبر التاريخ الانساني، مشيرا الى أن العولمة أدت الى نمو في الثروات، ولكن، في الوقت ذاته، الى التفاوت الطبقي والفقر، مما أسفر عن انتشار الفساد والنزعة الفردية والأنانية، وتكاثر النزاعات، فضلا عن بروز أزمة على مستوى الحضارات التقليدية، التي أضحت تتفكك. وأضاف أن هذه العولمة مكنت بعض الدول، كالصين والهند وغيرها، من تحرير نفسها من الغرب، مبرزا أن المستقبل والتقدم أصبحا مقرونين بالمخاوف والفشل، مما دفع بعض العقليات الى الاحتماء بالماضي. وبعد أن أبرز أن الانسانية تمر بفترة فراغ معنوي عميق، أعرب السيد إدغار موران عن أسفه لكون مسلسل العولمة يحركه العلم والتكنولوجيا والاقتصاد، ولا يمكن الحد من سرعته ولا توقيفه، متسائلا حول آفاق تغيير "المسار" المتبع حاليا على المستويين الاقتصادي والسياسي بالعالم. ودعا الى إعادة التفكير في العولمة، كما طالب ب" الانسانية الكونية " التي تعترف وتحترم تنوع الثقافات الانسانية. يذكر أن إدغار موران يشغل حاليا منصب المدير الفخري للأبحاث بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، وحامل للدكتوراه الفخرية لأزيد من 30 جامعة عبر العالم. ويعتبر أحد المفكرين الكبار في الوقت الراهن، حيث أن مؤلفاته تعرف اشعاعا دوليا. وقد حصل هذا العالم على عدة أوسمة، من بينها وسام قائد جوقة الشرف، ووسام الاستحقاق الوطني من درجة ضابط كبير، ووسام الفنون والآداب من درجة قائد بفرنسا، وأيضا بالخارج، خاصة بالمغرب، حيث تم توشيحه من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بوسام الكفاءة الفكرية في يوليوز من السنة الجارية.