كثيراً ما نسمع سؤال "أين هي سيارتي الطائرة؟" في أوساط الساخطين على التكنولوجيا، التي لم تتطور بالشكل الذي صورته روايات وأفلام الخيال العلمي في خمسينيات القرن الماضي، حيث حصلنا بدلاً من هذه السيارات على الهوس المرضي بصور "سيلفي". واليوم، هناك إجابة واضحة على هذا السؤال: سيارتك الطائرة في فيينا! لكنك في حاجة إلى بضعة مئات الآلاف من اليورو، ومهبط خاص للطائرات، ورخصة ربان طائرة، حتى تتمكن من الحصول عليها، بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية. هذه السيارة – الطائرة تدعى "أيروموبيل 3"، وهي ثالث نموذج بنته الشركة السلوفاكية "أيروموبيل" كجزء من مشروعها العائد إلى منتصف التسعينيات، والذي تمتد جذوره إلى حكومة تشيكوسلوفاكيا. نعم للحرية ونشأ مؤسسا الشركة، ستيفان كلين وجوراج فاكوليك، في ظل تلك الحكومة المستبدة، لذا قررا أن يبنيا سيارة بإمكانها الطيران في السماء، بإلهام من حلمهما بحرية رأسمالية غربية. ويرغب الشريكان اليوم في توفير نوع آخر من الحرية، هو حرية "الخروج من سجن زحمة المواصلات". وتأتي أيروموبيل 3 بحجم سيارة الصالون العادية، ولها مظهر خطير، حيث تشبه مقدمتها رأس سمك القرش، ولها أجنحة لتمكنها من التحليق. مواصفاتها ويمكن لهذه السيارة السير بسرعة 100 ميل في الساعة، بينما تصل سرعتها إلى 124 ميل في الساعة في الجو، ولديها القدرة على الهبوط على شريط عشبي بطول 50 متر فقط(رغم أنها تحتاج إلى مدرج بطول 250 متر للإقلاع)، وعندها مدى طيران يصل إلى 430 ميل، ويعتبر صانعاها أن من شأنها "تغيير المواصلات الشخصية على مستوى عالمي". ورغم أعمال الهندسة والتصميم المدهشة هذه، يبدي الكثيرون تشككهم في أن هذه السيارات الطائرة لن تكون سوى شيئاً مبتكراً لن نشهده في "سمائنا" لاحقاً. مخاطر ويشير مخترعا السيارة، كلين وفاكيوليك، إلى أن 3% فقط من دول العالم لديها طرق معبدة، وأن أيورموبيل 3 بإمكانها أن تكون "نعمة كبيرة للدول التي ليس عندها بنية تحتية مناسبة"، إلا أنه من غير الوارد أن تتمكن هذه الدول من دفع تكلفة أيرموبيل 3 من الأساس، والتي يتراوح سعرها بين سعر السيارات السوبر وطائرة صغيرة. إضافة إلى ذلك، يوجد زيادة في مخاطر السلامة التي سيسببها تحليق طائرة صغيرة بالمقارنة مع سيارة، حيث يجب تنسيق الحركة الجوية، والمحافظة على المركبة وصيانتها لأطول وقت ممكن، وإذا حدث خطأ في هذه الأمور كلها، سنكون في مواجهة كارثة. لذا فإن "سيارتك الطائرة موجودة، لكن لا تلقي بالاً لهذا"، بحسب إندبندنت، فمن المستحيل تقريباً الحصول عليها واستخدامها.