"من منا لم يحلم بأن يحلق بسيارته عندما يكون عالقا في زحمة السير؟" هكذا علق مهندس سلوفاكي توصل إلى تصميم سيارة طائرة،بإمكانها أن تفتح جناحيها في بضع ثوان لتتحول إلى طائرة صغيرة، تستطيع أن تصل سرعتها أثناء الطيران إلى 200 كيلومتر في الساعة. ويبلغ طول السيارة الطائرة ستة أمتار وتتسع لراكبين، وهي قادرة على الطيران المتواصل لمسافة 700 كيلومتر وتستهلك 15 ليترا من الوقود في الساعة، كما تتمتع بجناحين قابلين للطي، وبإمكانها التزود بالوقود العادي من أي محطة وقود للسيارات، وهو ما تمت تجربته خلال شهر سبتمبر الماضي، حين تمكن المهندس السلوفاكي ستيفان كيلن من قيادة سيارته الطائرة ومن ثم التحليق بها في الجو،
و سيكون سائقو هذا النوع من السيارات الطائرة، خاضعين للقوانين التي تخضع لها الطائرات الخفيفة. لكن عليهم أيضا أن يحصلوا على جواز سياقة السيارات إضافة إلى إجازة طيران، تتطلب 25 ساعة من التدريب على التحليق. وسيكون بمتناول أصحاب هذه المركبات أن يركنوها أمام منازلهم وأن يذهبوا بها إلى المطار حيث يقلعون من مدرجه ويهبطون في وجهاتهم دون الحاجة الى تغيير مركبتهم.
من جهته موقع المجلة الأميركية "فلايينغ اند انهابيتت" هذه السيارة بأنها "السيارة الطائرة الأجمل والأفضل تصميما في العالم".، نفس الرأي يشاطره رئيس الاتحاد السلوفاكي للطائرات الخفيفة ميلان كيبا: "هذه السيارة تبدو مقارنة مع غيرها من التجارب الأكثر قابلية للاستمرار". مضيفا " لقد أحصينا حتى الآن وجود عشرين محاولة عبر العالم لتصميم سيارات طائرة".
و بخصوص العقبات التي تواجه هذه السيارة المجنحة، فإن استهلاكها الكبير للمحروقات في مجتمع معاصر يحاول التخفيف من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون، يعتبر حائلا دون انتشارها. لكنها في المقابل تتيح لاصحابها تجنب الازدحامات المرورية الخانقة، وإجراءات التفتيش في المطارات كما أنها تختصر الوقت في الرحلات المتوسطة المدى. كما قد تكون شديدة الأهمية في بلاد فيها مساحات واسعة تعاني من نقص البنى التحتية مثل روسيا والصين وأستراليا".
ويعكف المهندس كلين وزملاؤه حاليا على تصميم طراز جديد من هذه السيارة الطائرة، قد يبدأ انتاجه في الربيع المقبل. ويأملون في الحصول على إجازة لتصنيع الطائرات الخفيفة جد، كما لا يتوقع كيلين أن تنتج هذه السيارة الطائرة بكميات كبيرة في المستقبل، ولكن أن تكون بمثابة وسيلة نقل بديلة فقط.
وقال مصمم هذه السيارة المجنحة أنه استوحى الفكرة من الروايات العالمية الشهير، مضيفا أن الفكرة بدأت في التشكل، منذ أيام دراسته الجامعية في سنوات التسعينات، حيث أن "فكرة الطيران تسري في عروقي وقد ورثتها من والدي وجدي..وحصلت على إجازة في الطيران حتى قبل أن أنال إجازة قيادة سيارة".
تجدر الإشارة إلى كيلن عمل في مجال التصميم لحساب شركات تصنيع سيارات عدة، منها "بي ام دبليو" و"فولكسفاغن" و"اودي" وهو الآن استاذ في أكاديمية الفنون الجميلة والتصميم في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا.