أفادت بيانات الجيش اللبناني، التي تنشر تباعا حسب تطورات الوضع بطرابلس( شمال) حيث يخوض منذ يوم الجمعة الماضية اشتباكات عنيفة مع مسلحين، أن عدد القتلى في صفوفه ارتفع الى 11 عسكريا، بينهم ثلاثة ضباط، كما أشارت تقارير إعلامية الى ارتفاع عدد القتلى المدنيين خلال ال48 ساعة الماضية الى 25 مدنيا بينهم طفل، والى إصابة 115 شخصا آخرين . وقد بدأت الاشتباكات بكمين تعرض له الجيش اللبناني في منطقة المحمرة بمدينة عكار (شمال)، وانتقلت إلى الأسواق القديمة ثم إلى بحنين في المنية والى التبانة في طرابلس . وبالإضافة إلى المواجهة العسكرية الميدانية التي استعان فيها الجيش بالمروحيات ، يقوم الجيش بتمشيط المنطقة حيث عثر على سيارات مفخخة ومستودعات أسلحة وعبوات ناسفة مجهزة للتفجير. وتزامنا مع تواصل الاشتباكات، خاصة في باب التبانة (حي ذي أغلبية سنية بطرابلس) ، تصر القوات المسلحة اللبنانية على ملاحقة المسلحين ، معلنة في بيانات عدة أنها لن تتهاون معهم ولن تتوقف إلا بعد القضاء عليهم ، نافية في الوقت ذاته ما ذكرته وسائل الإعلام من حصول اتفاق مع هؤلاء لوقف إطلاق النار . وفي هذا السياق أكد بيان للجيش أن وحداته "تستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها، حيث تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة التبانة، حيث اعتقلت عددا منهم، فيما تمكن آخرون من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية، بعد أن أقدموا على زرع عبوات وتفخيخات في الأحياء السكنية وخاصة في محيط مسجد (عبد الله بن مسعود)". وبعد أن أكد المصدر أن الجيش يعمل على تفكيك العبوات، شدد على عزم الأخير على عدم " حصول أي تسوية مع هذه المجموعات، وكل ما قيل يدخل في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريبا "، مشيرا إلى أن وحداته "ستواصل بعد أن تم تعزيزها باستقدام قوى جديدة، تنفيذ تدابيرها الأمنية، وتعقب بقايا المجموعات الإرهابية، ومداهمة المناطق المشبوهة كافة". ولتأكيد عدم تساهله مع " الإرهابيين"، دعا الجيش "فلول الجماعات المسلøحة الفارين، إلى تسليم أنفسهم للجيش ، الذي لن يتهاون في كشف مخابئهم أو يتراجع عن مطاردتهم حتى توقيفهم وسوقهم إلى العدالة" محذرا هؤلاء "الذين باتوا معروفين لديه إلى أخذ العبرة مما حصل، حيث لا بيئة حاضنة لهم ولا غطاء للجميع سوى الدولة والقانون". وفي تصريح آخر لوكالة الأنباء الرسمية ، شددت قيادة الجيش على إصرارها على " إنهاء الوضع الشاذ في طرابلس ، وعلى أن كل ما يشاع عن حصول اتفاق لوقف النار غير صحيح". ونظرا لعنف الاشتباكات وقوتها تدخل رئيس الحكومة تمام سلام ، الذي يسير البلاد في ظل الشغور في منصب الرئاسة ، وطلب من قائد الجيش العماد جان قهوجي إعطاء الأمر للقوات التي تتعامل مع أوكار الإرهابيين في باب التبانة، لتوفير ممر آمن لاجلاء الجرحى والمصابين واخراج المدنيين المحاصرين. وقد أكد سلام، حسب مكتبه الإعلامي، أن أبناء طرابلس والمنية والضنية وباقي مناطق الشمال "لا يجب أن يتحملوا وزر مشاريع سوداء لا علاقة لهم بها من قريب أومن بعيد". وحسب وسائل الإعلام المحلية فإن الجيش بدأ، بالفعل، بإجلاء المدنيين من بعض شوارع المدينة إلى مناطق أكثر أمنا، وذلك بالتزامن مع مداهمات لأماكن وجود المسلحين المحتملين في بعض الأحياء ، خاصة التبانة. ونتيجة لهذه الاشتباكات ، التي اندلعت الجمعة الماضي إثر توقيف الجيش بمنطقة الضنية (شمال) لأحد عناصر (داعش) وصفه ب"الأخطر" ، قررت وزارة التربية تعطيل المدارس في طرابلس والمنية وعكار، فيما قالت وسائل الإعلام إن المدارس أغلقت أيضا بالضنية. وفي موضوع له علاقة مباشرة بما يتعرض له الجيش من اعتداءات شهدت الساحة اللبنانية أمس "توترا" من نوع آخر كان مصدره خبر " تهديد" نشرته (النصرة) "تحذر فيه من التصعيد العسكري بطرابلس " ، مهددة بإعدام العسكريين المخطوفين لديها منذ معركة عرسال مطلع غشت الماضي . تجدر الإشارة الى أن اشتباكات بين الجيش ، من جهة، وتنظيمي (النصرة) و(داعش) قد وقعت مطلع غشت الماضي ببلدة عرسال المتاخمة للحدود السورية، أدت إلى مقتل 19 عسكريا وفقدان آخرين. وما زالت الحكومة تتفاوض من أجل الإفراج عن العسكريين المختطفين لدى هذه التنظيمات والذين قدرت وسائل الإعلام عددهم ب28 بعد إفراج التنظيمات على خمسة وذبح ثلاثة . ويتعرض الجيش اللبناني لاعتداءات من مسلحين مجهولين، ارتفعت حدتها منذ شتنبر الماضي، خاصة في شمال البلاد وبلدة (عرسال) المتاخمة للحدود مع سورية.