أعطى عامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، أمس الاثنين بقاعة المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة، انطلاقة مشروع جرد التراث الثقافي والطبيعي بإقليم أوسرد بكلفة إجمالية تقدر بمليون و296 ألف و794 درهم. ويهدف هذا المشروع إلى جرد ودراسة المؤهلات الاركيولوجية وتحديد النقوش الصخرية والمقابر التاريخية والمواقع ما قبل التاريخ والتراث الطبيعي، وإعداد وثيقة مرجعية عبارة عن كتاب حول التراث الثقافي والطبيعي بإقليم أوسرد. كما يبغي هذا المشروع، الذي سينجز في مدة أربع سنوات ثلاث منها مخصصة للدراسة والسنة الأخيرة للتحرير ونشر خلاصة العمل، بلورة وصياغة خطة عمل من أجل إدماج هذه المؤهلات في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للتنمية المحلية بالإقليم. وأكد عامل إقليم أوسرد، أن الإقليم يتوفر على مؤهلات أركيولوجية وطبيعية جد هامة ومتميزة لتراث الطبيعي والتراث الحضاري وبالتالي معرضة للإتلاف مما يستدعي التدخل العاجل من أجل جردها وتوفير الحماية القانونية للمحافظة عليها، مبرزا أن هذا المشروع يروم إحياء وتجديد المكانة التاريخية وإبراز الأهمية الجغرافية والثقافية للمنطقة. وأوضح الجوهري، أن التراث من الوجهة الثقافية بالإقليم يمثل المرجع والدليل المادي القائم على خصوصية ثقافة المجتمع الصحراوي ووحدة ملامحه الإنسانية والفكرية وأبعاده التاريخية، ومن الوجهة البيئية يمثل المرآة الصادقة التي تعكس أبعاد المكان وسماته وملامحه البيئية . من جهته أكد مدير التراث الثقافي بوزارة الثقافة عبد الله العلوي، أن هذا المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه في الأقاليم الجنوبية حيث يجمع ما بين الإدارة ممثلة في مديرية التراث الثقافي بوزارة الثقافة والمجتمع المدني ممثلا في جمعية الطبيعة مبادرة والجمعية المغربية للفن الصخري وبتمويل من المجلس الإقليمي لأوسرد والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومساهمة السلطات المحلية. وأعرب مدير التراث الثقافي، عن كون هذا العمل التشاركي يجسد الإستراتيجية التي تهدف إليها مديرية الثرات الثقافي والتي تعتمد على إشراك الجميع في الحفاظ على التراث الثقافي تجسيدا لمقولة "الثقافة هم الجميع"، مشيرا الى أن المديرية ستواصل هذا الاهتمام بالتراث الثقافي والطبيعي للمنطقة وذلك بخلق محافظة للتراث الصخري ببئر كندوز بإقليم أوسرد وكذلك برمجة عملية جرد وتوثيق للتراث غير المادي وعملية التصنيف التي ستبتدئ مباشرة بعد الحصول على نتائج هذا المشروع. من جهتها، أوضحت نعيمة أوالمكي عن الجمعية المغربية للفن الصخري، أن أنجع الطرق للمحافظة على التراث هي القيام بجرده تم توثيقه ودراسته وبالتالي استثماره أحسن استثمار في خدمة التنمية المستدامة وذلك طبعا بإشراك كل الفاعلين من سياسيين ودارسين ومجتمع مدني وساكنة الجهة، وهذا ما يتوخاه هذا المشروع.