دعا المشاركون في اليوم الدراسي الذي احتضنته، أمس السبت، مدينة كلميم إلى إعداد برنامج استعجالي إجرائي لصيانة التراث الصخري والنهوض به وتثمينه. وطالبوا في ختام هذا اليوم الدراسي، الذي نظمه مركز الدراسات الصحراوية واللجان الجهوية لحقوق الإنسان بطانطان- كلميم والعيون-السمارة، والداخلة-أوسرد، بشراكة مع وزارة الثقافة ووكالة الجنوب، بالقيام بجرد وطني لكل المواقع الصخرية والعمل على تصنيفها لإدراجها ضمن لائحة التراث الوطني والعالمي. وأكدوا على ضرورة إشراك وتعبئة كل القطاعات الحكومية التي لها علاقة بهذا المجال وعقد شراكات مع وسائل الإعلام للتحسيس بشكل مستمر بأهمية النقوش الصخرية وضرورة صيانتها وحمايتها باعتبارها تراثا إنسانيا عالميا. وعلى صعيد آخر، دعا المشاركون إلى تسطير برنامج خاص يعنى بالحفاظ على النقوش الصخرية وتنظيم دورات تكوينية لفائدة الفاعلين المعنيين بمجال المحافظة على هذا التراث، مؤكدين بهذه المناسبة على ضرورة إدراج الثقافة الحسانية والنقوش الصخرية في المناهج التعليمية وتنظيم لقاء سنوي للوقوف على حصيلة الإنجازات في عملية المحافظة على التراث الصخري وتسطير برنامج عمل للسنة الموالية. وشكل هذا اليوم الدراسي، الذي حضره رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد ادريس اليزمي، ووالي جهة كلميمالسمارة عامل إقليمكلميم، مناسبة تم خلالها فتح نقاش مع المنتخبين والفاعلين الجمعويين والمهتمين بقضايا التراث بالأقاليم الجنوبية بهدف تعزيز دورهم في الحفاظ عليه وتثمينه. ويهدف المنظمون إلى إثارة الانتباه إلى ضرورة القيام بعمل جماعي وتطوعي ينبني على جرد عام للموروث الثقافي الأركيولوجي، وخاصة الفن الصخري والمدافن التلية، في المناطق الجنوبية، والتفكير في التدابير التي يتعين اتخاذها بإشراك واسع للمسؤولين المحليين من منتخبين وإداريين ومجتمع المدني وساكنة محلية بغية الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية وإبراز جمالية التراث المحلي ودوره في التنمية المحلية. وتناول المشاركون في هذا اليوم الدراسي ثلاثة محاور همت بالأساس "تعريف وتحديد التراث الأركيولوجي في الأقاليم الجنوبية ووضعيته الحالية، و"الجوانب القانونية وآفاق الحفاظ وإعادة الاعتبار لهذا التراث، وخاصة الفن الصخري" و"إدماج التراث الصخري في التنمية المحلية وتثمينه".