لا تمر من حي أو زقاق في أي مدينة داخل وطننا إلا وتجد الشباب المغلوب على أمره يتسكع ويجلس أمام أبواب المساكن ، فلا تطرق منزلا إلا وعثرت به عن شاب عاطل عن العمل من بعد ما كد واجتهد وبالعامية " حفى عينيه مع الدفاتر والمقررات " فتكون الوجهة الشارع... المدرسة رقم واحد في جامعة النسيان ...جامعة التخرج النهائي وبشهادة مدمن ...الجامعة التي ترفع شعار الراس لي ميدور كدية " و" نسى أخويا راه الدنيا هذه " . للأسف شباب يضيع في الطرقات وبلاد حائرة فمن سيحمل مشعل الرقي ، ومن سيحرر سبتة ومليلية ، ومن سيتصدى لأطماع الجيران والحساد في التوسع...فالشباب بالمغرب أصبح إما مدمنا أو متشددا ... إما فكر منحل أو فكر متطرف ، إلا من رحم ربك حشيش ومخدرات ...قرقوبي ومسكرات ...ماحية و معجون...واللائحة طويلة جدا ، أسماء أصبحت عادية داخل مجتمعنا المضحك الذي يفتقد لأبسط صور التعقل والإعتدال شباب لا حول له ولا قوة تتلاعب به موجات الحقد والتطرف من جهة وأفكار ومواد الوسيط البائع للمخدرات من جهة أخرى لينتج لنا في النهاية إما قنبلة بشرية أو فردا يعيش في عالم غير عالمنا يجلس معك كهيئة فقط بدون تفكير أو ماشابه ... مشرملون كثر يتجولون بوطننا الحبيب بدون ردع يصولون ويجولون بدون حسيب ولا رقيب ويتسببون في كوارث بالجملة ، تفننت جارجتنا الجزائر في تصدير القرقوبي وكل أنواع الحبوب المهلوسة لزعزعة المجتمع المغربي المتماسك والعريق وللأسف نجحت في تخريب العديد من الأسر وانتحار المئات من الشباب . المشرملون السابقون الحلقة الأضعف في مسيرة التشرميل المغربي فهناك أناس مارسوا أبشع عمليات التشرميل الجماعي فتاجروا بكل شيء ونهبوا كل شيء من أبسط الأمور الى أكبرها تجدهم يشرملون في خلق الله في أبشع صور الإستبداد والرعي البشري ، أناس اغتنوا بالسكن الإجتماعي في أغرب مفارقة عرفها العالم ليبقى السؤال الخطير كيف اغتنى المستثمرين بالسكن الإقتصادي والإجتماعي الموجه للطبقات الفقيرة وخاصة التي يتم نقلها من براريك عشوائية لصناديق اسمنتية ؟ بوطني الحبيب يوجد أناس يشرملون العباد من خلال الريع فتجدهم يملكون رخصا لبيع ونقل كل شيء بينما هناك من لا يملك حتى ثمن كفنه ، إنها سياسة تصفيف المواطنين فتجد الشعب درجات . بوطني الجميل تجد البعض لم يشتغل في يوم من الأيام بمجال مدر للدخل ولا ورث عن أهله مترا واحدا أو درهما ويستثمر بالسياسة حتى صار من الأغنياء هو وكل محيطه الأسري في أبشع صور التشرميل العالي . انه عصر حكومة بنكيران التي ضلت وستضل "الفعل" في لعبة الكر والفر بين الفاعل والمفعول به الحقيقيين وستضل غطاءا وفرصة ذهبية لأناس عرفوا جيدا كيف يشرملون هذا الوطن من أجل مص دماء الشعب وهضم حقوقه المشروعة . إن منطق خنق الشعب بفرض القانون على الضعفاء فقط هو ضرب من الجنون وضغط على زر يوشك على الانفجار ليكون الفاعل والمفعول به في مواجهة مباشرة عوض وضع "الإيرباغ" للتصدي للصدمة لحرب حتمية بين الشعب ولوبيات الفساد بالمغرب . ولا أجد خيرا من مقولة القاضي عياض لنصبر بها أنفسنا " تمشي الخليقة بما خطت يد القدر ".