نوع واحد من التشرميل هو ما يعرفه المغاربة، شرمولة ديال الحوت، والواليدة نهار سمعات التشرميل في التلفزيون يتسحابليها شميشة دخلات للبرلمان، لكن الموضوع أخطر من ذلك بكثير، الموضوع يهم شباب مزهوون بسرقاتهم وينشرون صور الاموال المتحصل عليها. الامر أثار لغطا كبيرا بالمغرب وأصبح الجميع يتحدث عن التشرميل، هناك من يسأل ما هو التشرميل، وهناك من يتساءل عن سر كل هذه الحملة واللغط الذي أثير حولها رغم أنها ليست جديدة، وهناك من يعتبر الامر مفبرك من سيدنا المخزن لإلهاء الشعب. ولكن الفئات كلهم في الاصل تم إلهاءهم بالفعل، وبماذا تم جلب إنتباههم؟ بصور تظهر شباب مدجج بالسيوف أو إلتقط صورة بجانب الملايين، ما العيب في ذلك؟ أين هي المخالفة أو الجنحة أو الجناية في الموضوع؟. كان من الممكن أن أفعلها أنا أيضا وأستل خنجر عيد الأضحى من مكانه وألتقط صورة بجانبه، فأين يوجد المشكل في الموضوع؟ كان من الممكن أن أضع الخنجر على رقبة صديقي في الشارع العام وتلتقط لنا صورة نضعها في الفايسبوك ونسمي أنفسنا مشرملين، فأين توجد الجنحة أو الجناية هنا؟ شكون لي دار من الحبة قبة ورد التشرميل ظاهرة خطيرة؟ من صاحب السكووب لأني أريد أن ألتقي به وأسأله ما هي جنحة أو جناية أن تلتقط صورة أمام سيف، لأنه لدي أصدقاء في صفحتي على الفايسبوك إلتقطوا صورا لهم بجانب دبابة حقيقية، وهناك من إلتقط صورا بجانب غواصة حربية، فأين يكمن المشكل في إلتقاط الصور أمام الاسلحة سواء البيضاء أو الثقيلة؟ أين هي المخالفة في أن تلتقط صورة أمام كومة من الاموال هي في ملكيتك، ولماذا يحق لرجال الامن أن يلاحقوك ويعتقلوك فقط لأنك إلتقطت صورا مع سيوف وأموال، وراج كلام بأن المشرملين يداهمون ويسرقون، هل هذا دليل كافي لملاحقة المواطنين ومداهمة منازلهم وإعتقالهم؟ أليس الاصل في الانسان البراءة، ولا يتم إعتقاله إلا عند إكتمال أدلة الادانة؟ قبل مدة صرح لي شخص بأنه الشرطة البلجيكية كانت تلاحق أحد المغاربة لأربع سنوات دون أن تعتقله أو حتى تستفسره، أتعرفون لماذا كانت تلاحقه؟ لأن تاجر مخدرات تركي إعتقل وصرح للشرطة أن المغربي هو من يزوده بالمخدرات، ونظرا لعدم كفاية الادلة وعدم الاخذ بأقوال التركي لأنه لا يوجد لديه أي دليل إدانة، فإن الشرطة إستمرت في تتبع المغربي لمدة أربع سنوات، وفي الاخير إنتهت منه وإنتقلت لعمل آخر، نفس المصرح أكد لي أن المغربي كان بالفعل تاجر مخدرات لكن بعد مراقبته لأربع سنوات تخلى عن عمله في مجال المخدرات وحول نشاطاته إلى تجارة مشروعة. هذا هو دور القانون، وهذا هو دور الشرطة، أن يقوموا بتطبيق القانون بحذافيره مادام أن المشتبه فيه وليس المتهم، لم مسك عليه أي دليل إدانة. المشرملون الحقيقيون يا سادة ليسوا أولئك الشباب الذين ظهروا في صور على الفايسبوك وقد يكونوا أبرياء مما أشيع حولهم، وقد يتحولون لمجرمين بعد كل هذا اللغط حولهم، المشرملون الحقيقيون هم أولئك الذين يدعون أن التماسيح والعفاريت يحاربون محاربي الفساد، وبعد ذلك يقوم هؤلاء بالجلوس على طاولة المفاوضات مع نفس التماسيح والعفاريت. أليس شباط مشرمل حقيقي؟ أليس مزوار مشرمل حقيقي؟ أليس لشكر وبنسودة وبنعبد الله وبنكيران والفاسي وبنشماش وأوزين والكروج... أليس هؤلاء مشرملون حقيقيون، منهم من يشرمل الشعب المغربي بأكمله لقليه، وهناك من يشرمل المال العام في طبخة عطيني نعطيك، ومنهم من يشرمل المال العام في الحلويات، ومنهم من يشرمل المال في الشيخات، هم يروننا مجرد طبق من السردين المتعفن، الذي يجب أن يتشرمل ويوضع فيه الكثير من الثوم لإزالة رائحة العفن منه، لماذا لن تقوم الشرطة الآن بإقتحام منازل هؤلاء؟ لقد إتهمتهم بأنهم مشرملون، نعم إنهم مشرملون فلتذهب الشرطة وتجرب طرق باب أحدهم، لن يقوى أي عميد أمن على ذلك، لأنهم سيطرقون بابي أنا إذا ما تقدم أحدهم بشكاية، لكن بما أن الصحافة تحدثت عن أبناء الشعب فالامن سيتحرك بسرعة لإعتقال المشتبه فيهم، مادامت الصحافة قد قالت أنهم متهمين، ومادام الرأي العام توحد على كلمة واحدة وهي أن الظاهرة خطيرة جدا. نيابة عن الجميع أعتذر للشباب المعتقلين سواء كانوا مجرمين بالفعل أو لم يكونوا، لأننا ساهمنا بسابق معرفة أو بجهل في خرق القانون وإعتقال شباب بسبب صور هي في الاصل عادية ولا تحتاج لكل هذا اللغط الذي أثير حولها. ملحوظة : القانون الجنائي ينص على أنه لا عقوبة إلا بنص، بينما يغيب النص تماما في قضية صور التشرميل.