انطلقت اليوم الاربعاء بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ، ندوة علمية مغربية ألمانية لتدارس موضوع "التثمين الطاقي للنفايات الصلبة". وأكدت مداخلات مؤطري الندوة العلمية ،المنظمة بتعاون بين كلية العلوم والجامعة التقنية "دارمشطاط" ، ان الاهتمام بموضوع تدبير النفايات الصلبة أملته الضرورة البيئية والاقتصادية لارتباط هذا الشأن بالعديد من القطاعات المجتمعية الحيوية وراهنيته وطنيا ودوليا ، بسبب الارتفاع المستمر لكلفة التدبير وانعكاسات النفايات على البيئة والاقتصاد والصحة ومختلف المظاهر الحضارية ،التي تعد نقطة جذب مهمة في الانشطة المرتبطة بالمجال السياحي . واعتبر المتدخلون أن التخلص العشوائي وغير المنظم من النفايات أو التخلص منها بطرق تقليدية محدودية الجدوى أصبح أمرا متجاوزا بسبب تضخم حجم النفايات والكلفة المعتمدة لذلك ، وهو ما يستدعي التعاطي مع الموضوع بمقاربات جديدة تجمع بين الضرورة البيئية والاقتصادية عبر تثمين محكم يعد البحث العلمي أحد مقوماته . واوضحوا ان تثمين النفايات الصلبة ومعالجتها يقتضي تطبيق مجموعة من المبادئ ترتبط علميا وعمليا بتخفيض حجم النفايات واستخدامها وإعادة تدويرها وتثمينها ، مبرزين أن عملية التثمين الطاقي للنفايات الصلبة، أضحت أساسية في التعاطي مع مسألة النفايات لكونها تساهم في إنتاج الطاقة بثمن منخفض وفي الحد من إنتاج الغازات المسببة للاحتباس الحراري ( الغازات الدفيئة). وتتطرق الندوة الدولية ،على مدى يومين ، إلى عدة محاور تتعلق ب "تدبير وتثمين النفايات الصلبة، عبر إنتاج الطاقة " و"التجارب الدولية الرائدة في التثمين الطاقي للنفايات الصلبة " و"تدبير النفايات الصناعية و الخطيرة" و"الترسانة القانونية لتدبير ومعالجة النفايات الصلبة"، و"تدبير النفايات الطبية و الصيدلية". وتهدف الندوة عامة ، حسب الورقة التقديمة للندوة العلمية ، إلى التحسيس بالتأثير السلبي للنفايات الصلبة على البيئة، وتبادل التجارب بين المشاركين في الندوة حول موضوع تدبير النفايات الصلبة وتثمينها ،وتقديم آخر المستجدات التقنية من أجل سياسة مستدامة لتدبير النفايات، ورصد مدى مستوى وعي المتدخلين حول تدبير النفايات الصلبة و التشريعات البيئية الحالية في المغرب. ويشارك في هذه الندوة باحثات و باحثون مغاربة يشتغلون في مختبرات البحث العلمي التابعة لعدد كبير من الجامعات المغربية و الفرنسية و الإسبانية ، الذين سيقدمون إسوة بنظرائهم الاجانب أهم النتائج العلمية التي توصلوا إليها في بحوثهم . وستختتم الندوة بزيارة ميدانية لمشروع بناء محطة معالجة المياه العادمة المنزلية وكذا المطرح العمومي لمدينة شفشاون، وزيارة سياحية ثقافية لأهم المواقع التاريخية للمدينة الزرقاء.