اجمل شيء في الصحف الإلكترونية اضافة الى امكانية تحديثها الأني انها تمكن القراء من الدخول في تفاعل مباشر حول مضامين المقالات و وجهات النظر المعبر عنها عبر تعليقاتهم التي يستطيع من خلالها الكاتب مراجعة ذاته و استخلاص مواقف المهتمين بكتاباته. احد هذه التعليقات تضمن وصفا لي بكوني سوداويا متشائما و معول هدم في المجتمع , صفات لن ادافع عن نفسي امامها لأني ببساطة لا املك الا ان اكون سوداويا في دولة نخر الفساد اوصالها . فبالله عليكم ,كيف اكون متفائلا و انا ارى افواجا من ابناء الوطن يرمون بانفسهم في ظلمات البحر هربا من الفقر كل يوم . كيف اكون متفائلا و انا ارى جيوشا من المتسولين يغزون الساحات كل يوم , كيف اكون متفائلا و انا ارى جحافل العاطلين تزداد كل يوم . كيف اكون متفائلا و انا ارى نخبة عقول المجتمع تنهال عليها العصي قبالة البرلمان كل يوم . كيف اكون متفائلا و انا ارى المواطن مضطر لدفع الإتاوات في كل الإدارات كي ينال حقوقه كل يوم. كيف اكون متفائلا و انا ارى المرضى يفترشون الأرض المتسخة بالمستشفيات العمومية كل يوم . كيف اكون متفائلا و انا ارى رجال و نساء التعليم يعملون باقسام هي اقرب الى الإسطبلات كل يوم. كيف اكون متفائلا و انا ارى ابناء المسؤولين يدرسون في المدارس الخاصة النموذجية و معاهد البعثات و ابناء الشعب يتزاحمون حول طاولات مهترئة في اقسام ايلة للسقوط كل يوم . كيف اكون متفائلا و انا ارى ابن الوزير يصير وزيرا و ابن الكادح يجوب الأرض بحثا عن لقمة كل يوم . كيف أكون متفائلا و أنا أرى أبناء المحظوظين المتدثرين بالمعاطف الناعمة يتناولون الوجبات في محلات ماكدونالد و أبناء قرى الأطلس محاصرون بين الثلوج تنخرهم الأمراض كل يوم . من حقي ألا أكون متفائلا ,من حقي أن أرى نصف الكأس الفارغة التي لا يريدون منا رؤيتها ,لأني امني النفس أن أرى يوما كأسنا و قد امتلأت عن أخرها.