يعاني السوريون في مخيم الرحمة للاجئين بريف إدلب، من أوضاع إنسانية مزرية، جعلت أطفالهم يبكون بسبب عدم قدرتهم على شراء لعبة يفرحون بها، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، ثمنها (10) ليرات سورية، أي ما يعادل (سنتات أمريكية قليلة جدا). وأنشأ المخيم في بلدة "قاح" شمال محافظة إدلب، قبل نحو عام ونصف، وهو عبارة عن 150 خيمة يقطنها آلافٌ النازحين، وسكان المخيم من أهالي ريف محافظة "حماة"، وريف "إدلب"، حيث هرب سكان المخيم الحاليين، من بيوتهم التي حاصرتها قوات الأسد آنذاك ودمرت، عددا كبيرا منها. وتتجلى معاناة الأطفال، حسب جولة قام بها مراسل الأناضول في المخيم، من نقص في الألبسة، وغياب التعليم، وقلة المراكز الصحية، فضلا عن غياب بهجة العيد في أول أيامه، التي تصادف اليوم السبت. من جانب آخر، حاول الأطفال تجاوز آلامهم لبرهة من الزمن، من خلال ارتدائهم أجمل ما يملكونه من ملابس، واللهو بما تيسر لهم من ألعاب تقليدية، علها تروح عن أنفسهم عناء النزوح. ويجتمع الأطفال فيما بينهم ليتبادلوا الأحاديث، ويلهوا مع بعضهم البعض، فيما غنت مجموعة من الفتيات أمام عدسة الأناضول أناشيد ترثي حالة البلاد، وتعبر عن معاناته. وقالت الطفلة خالدية (11) عاما للأناضول، "نحن أطفال مخيم الرحمة للنازحين، جئنا إلى المخيم، بعد أن تركنا خلفنا بيوتنا، وأرزاقنا، وهذا ثاني عيد يمر علينا، ونحن في هذا المخيم، بعد عيد الفطر الماضي، و"الأوضاع مأساوية جدا"، على حد تعبيرها. ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.