درج الناس على استعمال الماء لصرف فضلاتهم في قنوات الصرف الصحي بعد أن جرب الإنسان وعبر الزمن كل الوسائل الممكنة وخلص أن الماء هو أضمن وأسرع وسيلة لصرف الفضلات البشرية . المغرب يقع في أحسن موقع استراتجي في العالم من حيث الماء, حيث أنه محاط من الجهتين بالماء ويمتد على شكل حزام مع المحيط الأطلسي. لكن الغريب في الأمر هو أن المكلفين بضمان الماء لهذا الشعب العريق في التاريخ والحضارة, يعبثون بثروات الشعب المغربي ويهدرونها عبثا ومع سبق الإصرار والترصد وكأنهم يستقصدون إضعاف شعب المغرب ودولة المغرب. لو سلمنا مثلا أن تعداد المغاربة المقيمين في المغرب بلغ 35مليون نسمة زيادة على المقيمين في المغرب والسائحين وغيرهم من المهاجرين الغير الشرعيين الذين يقيم أغلبهم في المدن الساحلية. لو فرضنا جدلا أن كل مواطن مغربي من ساكني الشريط الساحلي بعرض 100 لكمتر, يصب على ابسط تقدير يوميا في المرحاض حوالي 40 لتر من الماء. فكم سيصب المغاربة عامة؟ العملية بسيطة جدا, 30مليون في 40 لتر تساوي مليار ومائتا مليون لتر من الماء . لو سلمنا أن متر مكعب من الماء يساوي ألف لتر من الماء فكم لتر مكعب من الماء نهدر عبثا ويوميا في الصرف الصحي؟ النتيجة هي مليون ومائتا ألف لتر مكعب من الماء يوميا. كمية الماء أعلاه تساوي مخزون سد متوسط في المغرب يكلف إنشاؤه حوالي 200مليون درهم وأكثر, مما يعني أننا لو استعملنا ماء البحر للصرف الصحي فسنكسب على الأقل سدا كل يوم وفي السنة سنكسب 365 سدا تقريبا. بالحساب سنكسب مبلغ 7.3 مليار درهم في سنة واحدة, وهو رقم كافي في نظري لتزويد أغلب المدن الساحلية بشبكة ماء البحر وتخصيصها للصرف الصحي خاصة. والنتيجة هي أننا سنوفر كل يوم سدا من الماء العذب الذي نهدره عبثا حاليا ونوجهه للفلاحة والسقي وبذلك نضمن نجاح برنامج المغرب الأخضر الذي راهن عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس, لتقدم وازدهار المغرب وأنفقت في سبيل نجاحه ملايير الدراهم. حاليا المكتب الوطني للماء والكهرباء يبذر الثروات المائية للمغرب ويتجه نحو تحلية ماء البحر بأن ينفق على كل متر مكعب من الماء مبلغ 30درهما ليصبه المواطنون في قنوات الصرف الصحي بنسبة 70في المائة ويستفيدوا من ثلاثين في المائة فقط. كيف لدولة عبارة عن شريط ساحلي ولديها ثروات مائية هائلة جدا, عذبة ومالحة في البحرين, أن يقال عنها أنها ستعرف العطش وقبله بالطبع سنجوع لأننا لن نجد ما سنسقي به فلاحتنا ونحن البلد المعتمد على الفلاحة. أي مستقبل نرسمه لأبنائنا وأحفادنا؟ ونحن نخرب وطننا ومقوماته ونسوقه نحو الخراب الممنهج؟ ألا لعنة الله على كل خائن وضيع حقير مجرم يحارب هذا الشعب الأبي ولا يلتزم التعليمات الملكية السامية التي توجهنا جميعا نحو الازدهار والعزة والرفعة. أيها الشعب المغربي, أيها المغاربة عامة, أنظروا حواليكم واستكشفوا فمن المؤكد أنكم ستلمسون أن بعض المشاريع التي يقترحها وينفذها بعض المسؤولين وكأنهم بها يحاربون كل ما يرسمه جلالة الملك من مسار لإزدهار لهذا الشعب. الحل يا مدير المكتب الوطني للماء والكهرباء, ويا أيتها الوزيرة المكلفة بالماء, هو إحداث ثقوب في كل أودية المغرب مزودة بمصفاة طبعا وسنضمن الماء لنا وللمائة سنة أخرى وفي أقل من عشر سنوات, مع استعمال ماء البحر للصرف الصحي وسنضمن الماء الكافي لمشروع المغرب الأخضر بل وسنزيد من المساحات المسقية. ما نبذره نحن المغاربة يوميا لو وجه للسقي لكان المغرب كله أخضرا من طنجة وإلى الكويرة ومن أكادير وإلى فكيك, لهذا راجعوا سياساتكم أيها المكلفون بقطاع الماء قبل أن يلعنكم الشعب المغربي وأنتم تخربون مقوماته وثرواته. راجعوا أنفسكم, راجعوا حساباتكم, راجعوا أهدافكم, ولا تنقادوا وراء ما يملى عليكم من الأعداء خارج الوطن وداخله ممن يخربون أركان هذا الدولة خدمة لمحبيهم الساعين لتمزيق المغرب.