وجد مواطنون ينحدرون من المجال الحضري لمدينة اليوسفية أنفسهم أمام باب محكم الإغلاق بسبب غياب طبيبة المركز الصحي بالحي الحسني لمدة أربعة أيام متتالية، ما جعلهم يحتجون بشكل كاد ينفلت عن المألوف، أمام الأطر الصحية وأفراد الأمن الخاص الذين اكتفوا بالمراقبة والنظرات الاحترازية، في محاولة للإمعان في شكاوى الشباب الثائر سواء الذي يقصد المعاينة الطبية أو من يريد استصدار وثائق طبية للولوج إلى معاهد ومؤسسات داخلية. وشجب أحد المحتجين ما وصفه ب"الاستهتار بمصالح المواطنين" مبديا استياءه العميق لما آل إليه الوضع داخل المركز الصحي المذكور والذي ينذر بانفجار وخيم العواقب بسبب سياسة صم الآذان الرامية إلى الإجهاز على حق مشروع تقرّه مقتضيات المواطنة ومفهوم الانتماء، علاوة على اللامبالاة والسلوكات التي تمارس في هذه المؤسسة الصحية التي تعيش مخاضا عسيرا حسب توصيف المتحدث. من جانبه، أوضح المندوب الإقليمي لوزارة الصحة أن غياب طبيبة المركز يرجع بالأساس إلى مرضها الطارئ والذي استدعى خضوعها لعملية جراحية ستكون بإذن الله ناجحة كي تعود سالمة إلى أسرتها الصحية، يقول المندوب. وفي تساؤل حول ما إذا كانت هناك جدولة إدارية للتكليف أو التعويض في حالة الغياب، خصوصا وأن المركز شهد غياب المسؤول الطبي منذ يوم الثلاثاء الفارط، أجاب المسؤول الإقليمي بأن الإجراءات الإدارية لتعويض الغيابات قائمة ومعمول بها في مثل هذه لحالات، إلا أنه في بعض الأحيان يكون التأخير في التوصل بالشهادات الطبية، ما يجعل الإخبار بالالتحاق بالمكان الشاغر يأخذ بعض الوقت، يضيف الإداري الصحي قبل أن يُطمْئن المواطنين بتعويض الطبيبة الغائبة بزميلتها المسؤولة عن المركز الصحي بمدينة الشماعية، ابتداء من يوم الإثنين المقبل ضمانا لحق الاستشفاء وقضاء للمصالح الإدارية للمواطنين. تجدر الإشارة إلى أنه تعالت الأصوات في الآونة الأخيرة وارتفعت وثيرة التذمّر والاستنكار جرّاء النقص الواضح في الخدمات الصحية بالمدينة، بالرغم من جلب بعض الأطر الطبية المختصة.