حينما يتمكن منا ، نحن العرب ، الغرور ويبلغ فينا ذروته - وغالبا ما يكون من لا شيء فقط من أربعة أصفار على اليسار - تنجرف نفوسنا الخبيثة بعنف إلى التمظهر الأجوف فنركب مثقلون بغبائنا على قصبة الاستعلاء والاستئساد ونبدأ بإصرار وترصد في توزيع صور أخلاقنا ذات اليمين وذات الشمال بسخاء لا حدود له .. وحتى نعبر أحسن تعبير عن خبث أخلاقنا لنثبت بغبائنا قوتنا ولو كانت من دخان غالبا ما نلجأ لاحتقار غيرنا ممن نراهم بظلمة بصيرتنا من تحت انوفنا دون ركابنا وليسوا من طينتنا ظلما وعدوانا باسم الكلب أو الحمار .. وهذا في حد ذاته تعد ظالم وصارخ على هذين الحيوين البريئين من أخلاقنا وسلوكياتنا براءة الذئب من دم يوسف : فالكلب هو أصدق وأخلص وأوفى مخلوق المعايش للبشر .. لا يخون ولا يغدر صاحبه وكل من يعاشره ويحسن إليه ، ويستميت في الدفاع عن موقعه ( وطنه ) وعن صاحبه ( شعبه ) .. ولو حتى الموت ،، أما الحمار فصبره وتحمله من صبر وتحمل سيدنا أيوب عليه السلام .. يستحمل ما لا يستحمله أي مخلوق في حياتنا البشرية من أتعاب وأثقال ومصاعب وجوع وعطش وقساوة الطبيعة وقساوة الإنسان فقط لخدمة هذا الإنسان .. فهو يفني قوته ونفسه وعمره بإخلاص وتفان وفي صمت في خدمة وإسعاد الإنسان .. فياليت كانت أخلاقنا وأخلاق خدام وحراس الوطن من أخلاق الكلاب والحمير لسما ( الوطن ) من الحضيض إلى أسما الأعالي منذ أن كان ، ولما تكالب عليه خونة الداخل وأعداء الخارج ::