استقبلت قاعة الندوات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة، اليوم الأحد، ندوة ثقافية فكرية في موضوع "نحو سياسة ثقافية هادفة بالصحراء"، وذلك في إطار فعاليات مهرجان الداخلة للمسرح الحساني المنظم إلى غاية 22 من الشهر الجاري، تحت شعار"المسرح الحساني وحقوق الإنسان". وأكد المتدخلون خلال هذه الندوة أن الحديث عن السياسة الثقافية في المغرب عموما والصحراء على الخصوص ينبع من الأهمية القصوى التي أصبحت تحظى بها الثقافة بالنسبة لمختلف الدول، ومرد ذلك هو التغير الفكري والسياسي الذي عرفه العالم في السنوات الأخيرة. وأوضحوا أن السياسة الثقافية على العموم تشمل كل ما له علاقة بمضامين الثقافة وصناعتها ممثلة في الطباعة والكتاب والنشر وحقوق التأليف والملكية الفكرية والقوانين المنظمة للمشهد السمعي البصري، وطرق تدبير الوضع اللغوي وتدبير قطاع ثقافة الطفل والشباب والمرأة والمتاحف ودور السينما والمسرح وغيره. وأبرز المتدخلون أن السياسة الثقافية بالصحراء أصبحت بشكل أكبر، موضوعا للتخطيط المستقبلي الذي يراعي الأولويات والتوازنات، ويرمي إلى تحقيق أهداف بعينها لها علاقة بحفظ النسيج الاجتماعي وضمان حضور وإشعاع المغرب على المستوى العالمي. ودعوا إلى الاشتغال على اللهجة الحسانية والانفتاح على المحيط الإقليمي والعالمي وخاصة العالم العربي لحضور معطى التشابه في المفردات وأدق تفاصيل العيش والموروث الثقافي عامة لما سيكون له من وقع على القضايا المشتركة من تلاقح وتجانس سيعزز ما هو اقتصادي واجتماعي وسياسي. وأضاف المتدخلون أن التعاطي مع المسألة الثقافية يجب أن يتم وفق مقاربة مندمجة تتأسس على اعتبار السياسة الثقافية مدخلا لصيانة الذاكرة ومن تم أداة لتحقيق المصالح مع المجال والإنسان بل أن استحضار الخصوصيات الثقافية المحلية يعتبر مدخلا لا غنى عنه في بلورة سياسات تتسم بالواقعية وتستند إلى مرجعية علمية ومعرفية بجزئيات هذا المجال قبل عمومياته. واعتبروا أن الحديث عن الثقافة بالصحراء يفترض الإقرار بالمجهودات التي بدأت تعطي ثمارها في الآونة الأخيرة والتي عرفت تراكما معتبرا على مستوى النشر، مستحضرين تجربة بعض الجمعيات ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية التي أشرفت على إصدار عدد من الدراسات والكتابات بما من شأنه أن يؤسس لانطلاقة حقيقية للفعل الثقافي. ودعا المشاركون إلى بلورة سياسات تستهدف المجال الثقافي بالصحراء ، وهو الأمر الذي بإمكانه أن يجعل المغرب نموذجا يحتذى، خاصة في بلدان المغرب العربي التي تسود فيها الحسانية، وأيضا البحث في إمكانيات الثقافة الحسانية كلسان وإدماجها في المناهج التربوية بما يضمن استمراريتها مع احتضان تجارب مجتمع مدني نوعي وفاعل في مختلف المجالات الثقافية من مسرح وفن وبحث أكاديمي.