استيقظت ساكنة الصخيرات على وقع حادثة سير مميتة ذهب ضحيتها تلميذة في السابعة من عمرها تدرس بمؤسسة عين الروز الابتدائية التابعة لتراب جماعة الصباح, و المتواجدة بدوار عين الروز القابع في أقصى الحدود الفاصلة بين جماعتي الصخيرات و الصباح. الحادث تحول بفعل قوة الصدمة التي خيمت على المكان إلى شبه مسيرة شعبية , تعطلت معه حركة السير على طول الطريق الرباطة بين منطقة أولاد غانم و مركز الصخيرات, في استنكر شديد لهذا الحادث المأساوي . و بالرجوع إلى تفاصيل الحادث فقد أفاد شهود عيان ل " أخبارنا " أن مدير المؤسسة و بعدما تغيب معلم التلميذة الضحية , طلب من التلاميذ التلميذة الذين يقطنون بالقرب من المؤسسة أن يذهبوا إلى بيوتهم , فما كان من التلميذة الضحية آسية الجعايدي إلا أن امتثلت لتعليمات السيد المدير , غير أن القدر المحتوم كان في انتظارها عند باب المدرسة , حيت صدمتها شاحنة كبيرة من نوع ( ميتسوبيشي / كانطير ) كانت تسير حسب شهود عيان بسرعة جنونية , لتجرها الشاحنة و هي عالقة بين عجلاتها مسافة تجاوزت 10 أمتار , لم تفلتها إلا و هي جثة هامدة , ليفر السائق بجلده , و يهرب بشاحنته بعيدا , لكن رجال الدرك الملكي تمكنوا من إلقاء القبض عليه نصف ساعة بعد ذلك بتراب جماعة عين عتيق المجاورة. ومن جهته صرح مدير المؤسسة ل " أخبارنا " أن التلميذة الضحية غادرت المؤسسة قبل الساعة الثامنة و أنه يتحمل مسؤوليات جسام لوحده داخل مؤسسة تضم ما لا يقل عن 500 تلميذ و تلميذة , في غياب تام لأي مساعد او حارس او شيء من هذا القبيل , و هو ما كذبته أمهات عاين الحادث , و اللاتي صرحن ل " أخبارنا " أن التلميذة غادرت باب المؤسسة دقائق قليلة بعد جرس بداية أول فصل دراسي .
و فور علمه بالحادث حضر السيد الكاتب العام لعمالة الصخيرات-تمارة نيابة عن السيد العامل, و عدد من كبار رجال الدرك الملكي , و الوقاية المدينة, و رجال السلطة المحلية , فيما سجلنا غياب كل من السيدة النائبة و كذا ممثلين عن المجلس القروي لجماعة الصباح , و قد عقد على التو اجتماع طارئ مع أهالي التلاميذ, حيت استمع السيد الكاتب العام لشكاياتهم الطويلة العريضة , و التي تلخصت في غياب حس المسؤولية لدى بعض المعلمين و كذا إدارة المؤسسة , في غياب تام لحارس المدرسة , الأبواب التي تبقى مفتوحة دور رقيب أو حسيب , كما وجهت اتهامات صريحة لبعض المعلمين , متهمين إياهم باستغلال التلاميذ في قضاء أغراضهم الشخصية , لكن النقطة التي أفاضت الكأس هي ما صرح به عدد من أباء التلاميذ الذين قالوا بأن إدارة المؤسسة تفرض عليهم تسديد مبلغ 33 درهم نظير الاستفادة من كتب مدرسية تحمل طابع مؤسسة محمد الخامس للتضامن . و قد تم الاتفاق على دراسة كل هذه النقاط موضوع الشكايات في ظرف زمني لا تجاوز أسبوعا واحد , و سيتم العمل من أجل حل هذه المشاكل التي تسببت في وفاة التلميذة آسية الجعايدي , التي راحت و خلفت ورائها دموعا تحرق الجفون , و قلوبا مكلومة حسرة على نار الفراق . فإنا لله و إنا إليه راجعون .