تريفيس (شمال إيطاليا) 18 شتنبر 2014 /ومع/ افتتحت أمس الاربعاء بتريفيس (شمال إيطاليا) فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الايطالي المغربي المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ما بين 17 و21 شتنبر الجاري بجهة فينيتي، على إيقاع لوحات فنية وألوان وأهازيج شعبية فلكلورية أدتها مجموعة اعبيدات الرمى إلى جانب وصلات راقصة أداها فنانون ايطاليون على إيقاعات حديثة. وقد استمتع الحضور بهذه المشاهد الفنية البديعة التي بثت الحياة في فضاء الساحة الشهيرة لهذه المدينة الواقعة شمال ايطاليا، والتي ستحتضن على غرار مدينتي البندقية وفيرونا، وعلى امتداد خمسة أيام ، مختلف التظاهرات المبرمجة في إطار هذا المهرجان. وتحتفي هذه التظاهرة، المنظمة من قبل جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة بشراكة مع جمعية المهرجان الايطالي -المغربي بمدينة تريفيس، والتي أصبحت موعدا سنويا، بعلاقات الصداقة القائمة بين شعبين تربطهما أواصر التاريخ والجغرافيا وتمنح أفراد الجالية المغربية المقيمين بإيطاليا ولاسيما بفينيتي، الفرصة لتعزيز روابط الصلة مع الوطن الأم. ولذلك، أعد المنظمون برنامجا غنيا يشمل مختلف التيمات والتخصصات. وعلى غرار الدورتين السابقتين (2012 و 2013)، فقد أولى المنظمون عناية خاصة للجانبين الثقافي والاقتصادي بهدف تثمين التقاليد والتراث الثقافي التاريخي للمغرب وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. كما ستكون انشغالات المهاجرين المغاربة وجوانب أخرى تتصل بالهجرة المغربية بإيطاليا موضوعا لمداخلات كل من أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وادريس اجبالي المسؤول بمجلس الجالية المغربية بالخارج. كما تحظى العلاقات المغربية الايطالية بنصيب وافر من اهتمام المنظمين، الذين برمجوا لهاته الغاية مداخلة حول العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الذين يضطلعان بدور محوري في الحوض المتوسطي. ومن جهة أخرى زار محمد عبو، الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية الذي سينشط اليوم الخميس في إطار المهرجان، ندوة حول المؤهلات الاقتصادية للمغرب والفرص التي تمنحها المملكة في مجال الاستثمار، أوراش المشروع الكبير المسمى (الوحدة التجريبية الكهروميكانيكية)، الجاري تنفيذه والذي يروم إحداث نظام دفاعي متكامل يتشكل من صفوف من صمامات محمولة لعزل بحيرة البندقية عن البحر الأدرياتيكي خلال حركات المد البحري التي تتجاوز المستوى المحدد (110 سنتمتر) والى غاية المستوى الاقصى (3 أمتار) . وقد تابع الوزير والوفد المرافق له، الشروحات المقدمة من قبل مسؤولي المجموعة المكلفة بإنجاز هذا المشروع الذي ينضاف الى تدخلات أخرى تكميلية مثل دعم الساحل ورفع مستوى الضفاف والأرصفة وإعادة التأهيل البيئي للبحيرة، بما يسمح بحماية البندقية في مواجهة الظواهر المناخية العاتية مثل الفيضانات وتفادي تدهورها على مستوى الصرف الصحي، مما يتسبب في اختراق تدريجي للبحيرة من قبل مياه البحر. وفي تدخلاتهم بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الثالثة من هذا المهرجان، شدد أعضاء الوفد المغربي وممثلو السلطات المحلية والمجتمع المدني الإيطالي على أهمية تنظيم هذا المهرجان ،الذي يشكل -بنظرهم - قيمة مضافة وأداة فعالة لتحقيق مزيد من التقارب بين شعبي البلدين. كما يروم المهرجان أساسا الترويج لدى الايطاليين لصورة المغرب الجديد ولمستوى التطور الذي بلغه ولتراثه الثقافي وكذا للإمكانيات المفتوحة في وجه المبادلات الاقتصادية بين البلدين وكذا تسليط الضوء على انبعاث طبقة جديد من المهاجرين المغاربة بإيطاليا، من المندمجين في النسيج الاجتماعي للبلاد والعاملين على تحقيق التقارب بين المغرب وإيطاليا. وجرى افتتاح هذه الدورة بحضور القنصل العام للمملكة بفيرونا أحمد لخضر، ونائب رئيس جمعية رباط الفتح مصطفى الجواهري وكذا القنصلين العامين السابقين للمملكة، في روما وميلانو، محمد المدور ومحمد بنحساين، العضوين بالجمعية، وجواد ديكيك مدير العمل التربوي السوسيو-ثقافي والقضايا القانونية بوزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج وعبد الغني بوعنفير، ممثل البنك الشعبي بايطاليا وعبد الله الخزرجي، رئيس الجمعية المنظمة لهاته التظاهرة وكذا ممثلي العديد من ممثلي المنظمات غير الحكومية المغربية والإيطالية.