نجح العلماء في فك شفرة الخارطة الجينية للقهوة (الجينوم) وكشفوا أسرارا يمكنها تحسين الفنجان المحبب لدى الملايين مستقبلا. وكشف فريق دولي من الباحثين الخميس عن الشفرة الجينية لشجرة البن. ووضع العلماء أيديهم على الخصائص الجينية التي قد تساعد في تطوير أنواع مختلفة وجديدة من البن يمكنها ان تتحمل بشكل أفضل الجفاف والآفات والحشرات إلى جانب تحسين الطعم وزيادة معدلات الكافيين. ودرس الباحثون شجرة كافيا كانيفورا التي تعرف باسم روبوستا. وتساهم الشجرة بنحو 30 بالمئة من إنتاج البن في العالم. ويأتي هذا النوع من البن في المرتبة الثانية بعد البن العربي الذي يشتهر بمذاق أقل قوة لكنه أغنى، وتجرى أبحاث منفصلة لفك شفرة جينوم شجرة البن العربي. وتتميز القهوة بطعم ورائحة قوية ويعتبر الكافيين دون شك عامل جذب قويا فيها. وقال الباحثون إن دراستهم التي نشرت في دورية ساينس العلمية توصلت إلى أن شجرة البن تحتوي على مجموعة كبيرة من الإنزيمات التي تنتج الكافيين. وأضافوا أن إنزيمات الكافيين في البن تتطور بشكل مختلف عنها في شجرة الكاكاو (الشوكولاتة) أو الشاي. وقال فيكتور ألبرت من جامعة بافالو الذي شارك في الدراسة "بالنسبة لأي نبتة فإن فك شفرة الجينوم مطلب أساسي لأي شكل من أشكال التكنولوجيا المتقدمة للاستنبات أو التعديل الجزيئي. "بدون الجينوم لا يمكننا إجراء أبحاث متقدمة حقيقية على القهوة تسمح لنا بتحسينها". وان لم تكن تعاني من مشاكل صحية، استمتع بشرب القهوة، بشرى يسوقها الاطباء لعشاق المنبهات. وتعد كمية الكافيين المعتدلة آمنه ونافعة بالنسبة لمن ليس لديهم مشاكل صحية، ويوصي الأطباء بالتخفيف من كميته او التوقف كليا عن تناوله لمن يشكون من أمراض مزمنة. ولا تربط الدراسات بين الكافيين وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وعدم انتظام دقات القلب او زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. ولكن اذا كنت تعاني بالفعل من هذه الامراض المزمنة فاحترس من تأثيره السلبي عليك. ويدخل الكافيين في تركيب العديد من الأدوية التي تساعد على خسارة الوزن. غير ان تقرير نشر في 2010 في المجلة الدولية للبدانة يؤكد على ان التأثير المحتمل للكافيين على خسارة الوزن يبقى دون التوقعات، خاصة وان تناول القهوة او الشاي غالبا ما يترافق مع تناول السكريات او الحلويات. وأكدت الدراسات بان مادة الكافيين لا تسبب أية أورام سرطانية في المعدة والأمعاء والكبد والثدي كما أنها لا تزيد من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، كما هو شائع لدى البعض. وأشارت بعض الأبحاث الى أنها تساعد في التخفيف من أعراض مرض باركنسون والوقاية من الزهايمر. ويوجد الكافيين في العديد من المشروبات التي لا يمكن لكثير من الناس الاستغناء عنها في اي وقت من أوقات النهار مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشوكولاته. ويعتبر الكافيين من اكثر المواد المنبهة القوية استهلاكا بالعالم.