عرفت مخيمات لحمادة وبالضبط مخيم العيون شرق مدينة تندوف أول أمس مواجهات عنيفة بين قبيلة الركيبات السواعد وقبيلة الركيبات المودنين التي ينتمي اليها سالم البصير القيادي في تنظيم البوليساريو واستعملت فيها الاسلحة البيضاء والهراوات، كما أسفر الحادث عن عشرات الجرحى حالة أحدهم حرجة ،قبل أن تتدخل مليشيات البوليساريو التي انتصرت لقبيلة الركيبات المودنين. وأفاد شهود عيان أن الاشتباكات قد اندلعت على خلفية اتهام شخص من قبيلة الركيبات السواعد احد الموالين لسالم البصير من قبيلة الركيبات المودنين بالتحرش بزوجته سرعان ما تطور الامر الى اشتباك بين الطرفين امتدت الى كافة فضاء المخيم بعد تدخل افراد قبيلة الطرفين قبل أن تتدخل مليشيات البوليساريو وتعتقل احد الشباب من قبيلة الركيبات السواعد، مما تسبب في مزيد من الاحتقان لدى أفراد قبيلته الدين بادروا بالهجوم على مقر هذه المليشيات في محاولة لتخليص ابنهم من قبضتها. وفي معرض تعليقه على هذه الأحداث اعتبر عبد الفتاح الفاتحي المحلل السياسي والخبير المختص في قضية الصحراء أن مثيل هذه الأحداث ذات النزعة القبلية سيتصاعد بصورة كبيرة بدليل أن هذه الأحداث هي نتاج لأحداث أخرى.
وأضاف أن الحادث يعد الأكمة التي تخفي غابة التناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحالة العزلة التي تتخبط فيها جبهة البوليساريو، تناقضات لا تستكين إلا بتقسيمها إلى فصائل متناحرة في المستقبل القريب، وخاصة بعد أن تنهي الدورة البيولوجيا الرموز القيادية والمؤسسة لجبهة البوليساريو.
وشدد الخبير في ملف الصحراء بأن جبهة البوليساريو لم تطور اسلوب إدارتها الإدارية السياسية بأن عمقت هيمنة النزعة القبلية التي أعاقت أي توافقات سياسية لحل نزاع الصحراء خلال اجتماعاتها مع الوسيط الأممي كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء
. وأبرز أن جبهة البوليساريو وإذ تواصل هيمنتها السياسية والإدارية على المخيمات بالمنطق القبلي في توزيع النفوذ وتقاسم الثروات والمساعدات الغذائية وتسلق المناصب السياسية وهو ما من شأنه أن يخلق مزيدا من الشرخ داخل الصف الاجتماعي والسياسي للبوليساريو،ولهذه التناقضات التي تجعل من البوليساريو لاديموقراطية ولن ترق إلى مستوى الممارسة المدنية والقبلية يبقى مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية هو الاقدر على تجاوز هده التمايزات القبلية نحو ممارسة ديموقراطية ومدنية.