علق الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف ب"أبو حفص"، على بعض فتاوى العلماء التي تدعو للاستمرار في الأكل وقت السحور حتى بعد أذان المؤذن لصلاة الفجر و وصف "أبو حفص" هؤلاء العلماء و أتباعهم بالمستهترين من خلال موضوع نشره على حائطه الفايسبوكي و جاء فيه : "إذا كنت قد اعتمدت في كل الحلقات السابقة مبدأ التيسير و التخفيف...فإنني في هذه الحلقة مشدد كل التشديد...مستنكر كل النكير .... مما أحدثه بعض المنتسبين للعلم دعوتهم أتباعهم للاستمرار في الأكل وقت السحور حتى بعد أذان المؤذن لصلاة الفجر...و استهتارهم وتساهلهم في الأمر..حتى إن بعضهم ليستمر في الطعام حتى قرب بزوغ النهار... و هم في ذلك بين مذهبين: من يرى أن مواقيت صلاة الفجر المعمول بها رسميا باطلة..و أنها تستعجل الفجر الصادق... و أن الفارق بين الآذان الرسمي و الصادق قد يصل لخمس و أربعين دقيقة...و هي الدعوى التي كان أطلقها الدكتور تقي الدين الهلالي -رحمه الله- و تبعه عليها بعض تلاميذه.. من يرى أن وقت الإمساك غير مرتبط بوقت الآذان الصادق..و أن له الاستمرار في الأكل ولو بعد الوقت الصحيح للفجر...مستدلين ببعض الأحاديث و الآثار التي ليس عليها العمل عند سائر الأمة منذ العصر الأول إلى اليوم... و لا أريد هنا مناقشة تلك الأدلة المعارضة لقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( لاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع النداء؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنَّ بِلالاً كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ).... و طلوع الفجر الصادق هو تبين الخيط الأبيض من الأسود..و لا يعني ذلك بزوغ النهار..بل يقع بغلس ..أي وقت الظلمة... و لأن الأدلة الأخرى ظنية فلا يستحل بها الصوم...و لأن هذا هو محل الاحتياط في الدين.... و لأن هذا محل تنزيل (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه) و قوله ( دع ما يريبك ما لا يريبك).... و لأن مقصد الصيام التوحد و جمع الكلمة لا تشتيتها ( الصوم يوم يصوم الناس و الفطر يوم يفطر الناس)... و فعل ذلك خروج عن الجماعة و تفريق للكلمة.... و الأسوأ من ذلك أن يتجرأ على هذا الفعل بعض الحدثاء في المساجد وسط نكير من الناس ..مما يترك الانطباع السيئ عن التدين و المتدينين...و اللوم على من أفتاهم و ووجههم إلى هذا المسلك المنافي للعلم والحكمة...بدعوى تطبيق سنة تأخير السحور ... و يزداد الطين ابتلالا حين يعمدون إلى الفطر علانية قبل أذان المغرب بدقائق.. بدعوى أن الشمس قد غربت...فيراهم الناس يتسحرون بعد الأذان و يفطرون قبله.... صوم رمضان ركن من أركان الإسلام ...فالاحتياط في أوقاته لازم..خاصة حين تكون الأمة اتفقت عبر أزمانها على هذا المواقيت...فالخروج عليها شذوذ و فتنة ...تقبل الله صيامكم"