ستبحث اليونان وكوستاريكا عن إنجاز جديد في كأس العالم لكرة القدم، عندما يتقابل الفريقان في دور ال16 بالبرازيل، وتسعى المكسيك للصمود أمام الهجوم الأقوى في المونديال حين تواجه هولندا في فورتاليزا اليوم الأحد. وتوقع قليلون وصول اليونان وكوستاريكا لهذه المرحلة من البطولة، وخاصة مع عدم تجاوز اليونان للدور الأول من قبل، ووقوع كوستاريكا في مجموعة صعبة ضمت إنجلترا وإيطاليا وأوروغواي. لكن كوستاريكا تصدرت مجموعتها دون هزيمة في مفاجأة كبيرة، كما انتزعت اليونان بطلة أوروبا 2004 بطاقة التأهل من كوت ديفوار بفضل هدف من ركلة جزاء قرب النهاية أمام المنتخب الأفريقي. وظهر على كوستاريكا التنظيم القوي في الدفاع، والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، كما يمتاز الفريق بانضباط خططي واضح. ويتركز هجوم كوستاريكا على جويل كامبل، لكن الفريق يساند رأس الحربة الوحيد دون ترك مساحات في خط الظهر للمنافس. وعلى عكس كوستاريكا، غاب التنظيم عن أداء اليونان التي استفادت من ركلة جزاء في اللحظات الأخيرة، نفذها جيورجيوس ساماراس بنجاح لتفوز 2-1 على كوت ديفوار، وتنتزع المركز الثاني في المجموعة الثالثة. وظهر الضعف على دفاع اليونان وخاصة بعدما خسرت 0-3 في المباراة الافتتاحية أمام كولومبيا، لكن الفريق اتجه نحو الهجوم على غير المعتاد، بعدما اعتمد الفريق في السابق على التكتل الدفاعي. واهتزت اليونان بشدة في مناسبات عديدة أمام كولومبيا في المباراة الأولى وظهر التوتر على اللاعبين. لكن أمام كوت ديفوار ربما قدمت اليونان واحدة من أقوى مبارياتها خلال سنوات، بعدما سجل الفريق هدفين ليعادل مجموع ما سجله في ثماني مباريات سابقة له بكأس العالم. وقال مدرب اليونان، البرتغالي فرناندو سانتوس: "أظهرنا أمام كوت ديفوار كيف يمكننا أن ندافع جيداً، وأن نهاجم جيداً أيضاً". وأضاف "صنعنا الكثير من الفرص وواصلنا الهجوم حتى النهاية، حتى عندما اهتزت شباكنا بهدف التعادل في الدقيقة 74 واصلنا الهجوم". ومثل اليونان، لم تكن كوستاريكا ضمن المرشحين لتجاوز الدور الأول. وقال لاعب وسط كوستاريكا يلتسن تيخيدا: "كنا نفكر بشكل أكبر في كولومبيا وكوت ديفوار، لكن في النهاية واجهنا الفريق الأقل توقعاً، الآن يجب علينا تغيير التسجيلات". وهذه المرة الأولى التي تصل فيها اليونان للدور الثاني، بينما لم تتجاوز كوستاريكا دور ال16 من قبل. وكانت كوستاريكا وصلت لدور ال16 مرة واحدة فقط عام 1990، عندما وقعت في مجموعة ضمت البرازيل والسويد واسكتلندا، لكنها تلقت هزيمة ثقيلة بعد ذلك أمام تشيكوسلوفاكيا السابقة. المكسيكوهولندا ولم يشارك فان بيرسي في فوز هولندا 2-0 على تشيلي في آخر مباريات دور المجموعات بسبب الإيقاف، لكنه سيعود ليلعب بجوار آرين روبن في أقوى ثنائي هجومي بالبطولة. وسجل كل منهما 3 أهداف خلال دور المجموعات، إذ شق المنتخب الهولندي طريقه لدور ال16 بثلاثة انتصارات وعشرة أهداف، وهو ما يزيد على أي فريق آخر في كأس العالم. وأدى تألقهما إلى ترشيح المنتخب الهولندي للفوز على المكسيكيين، لكن المواجهات السابقة بين الفريقين كانت متكافئة. وفي 6 لقاءات سابقة فازت هولندا 3 مرات وانتصرت المكسيك مرتين. وشهدت تلك المباريات تسجيل 22 هدفاً بواقع 11 هدفاً لكل فريق، وانتهت المواجهة الوحيدة بينهما سابقاً في كأس العالم عام 1998 بالتعادل 2-2. وتعني عودة فان بيرسي أن ديرك كاوت سيعود على الأرجح لمقاعد البدلاء، بعدما بدأ أساسياً ضد تشيلي، لكن إذا لعب سواء من البداية أو كبديل فإن المهاجم البالغ عمره 33 عاماً سيخوض مباراته الدولية رقم 100. ومن المرجح أيضاً أن يجلس المهاجم ممفيس ديباي (20 عاماً) ضمن البدلاء رغم أنه سجل هدفين في مباراتين. وقال ديباي للصحافيين في المعسكر التدريبي لمنتخب هولندا: "يجب أن أكون واقعياً". وأضاف "في وجود لاعبين مذهلين مثل روبن وفان بيرسي، فمن المنطقي أن أجلس على مقاعد البدلاء، إذا رأيتم ما يستطيع روبن أن يفعله بالكرة.. أمر لا يصدق!". ويخلو المنتخب المكسيكي من الإصابات، وقدم أداء مثيراً للإعجاب في دور المجموعات، ففاز على كرواتيا والكاميرون وفرض التعادل دون أهداف على البرازيل، على إستاد كاستيلاو في فورتاليزا الذي سيستضيف المواجهة ضد هولندا. ولعب المدافع المكسيكي مورينو تحت قيادة فان غال في الكمار الهولندي، ويعرف شيئاً أو اثنين عن المواهب الموجودة في تشكيلة هولندا. وقال مورينو الذي يلعب الآن بين صفوف إسبانيول في إسبانيا: "كانوا شباباً مثلي في بداية مسيرتهم عندما كنت هناك". وأضاف "نضجوا تحت قيادة فان غال، في وجود هؤلاء اللاعبين في الهجوم ستكون مباراة في غاية الصعوبة". وقال مورينو إنه يأمل أن يعانق مدرب هولندا مرتين اليوم الأحد، واحدة قبل انطلاق المباراة تحية للصداقة بينهما، وأخرى بعد صفارة النهاية لمواساته على الهزيمة. وسيلتقي الفائز مع كوستاريكا أو اليونان في دور الثمانية.