يعد الكوليسترول أحد مكونات الجسم الأساسية المهمة، والذي يقوم الجسم بإنتاج جزء منه بنفسه ويحصل على الجزء الباقي عن طريق التغذية. وأوضح البروفيسور الألماني هانز أولريش كلور أن الكوليسترول ينقسم إلى نوعين: مفيد HDL وضار LDL، محذراً من خطورة ارتفاع نسب الكوليسترول الضار، مع انخفاض نسب الكوليسترول المفيد في الوقت ذاته، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تكوّن ترسبات كبيرة للغاية وإلحاق تلفيات جسيمة بجدران الأوعية الدموية، ما يؤدي، في أسوأ الأحوال، إلى الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية. وصحيح أن الدهون الثلاثية المعروفة باسم (الدهون المحايدة)، والتي يتم امتصاصها عن طريق الأطعمة، تعمل على إمداد العضلات بالطاقة، إلا أنها تُزيد في الوقت ذاته من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل إضافي، لاسيما إذا كانت نسب الكوليسترول المفيد قليلة لدى المريض، حتى وإن لم تكن نسب الكوليسترول الضار مرتفعة لديه. وينطبق ذلك بصفة خاصة على مرضى السكري من النوع الثاني؛ لذا عادةً ما يرتفع لديهم خطر الإصابة بالأزمات القلبية. أسلوب حياة صحي ولتجنب هذه المخاطر أوصى الطبيب الألماني مرضى ارتفاع الكوليسترول بالدم، حتى ولو بنسبة قليلة، بإتباع أسلوب حياة صحي يعتمد على تغيير نظامهم الغذائي مع زيادة معدل ممارسة الأنشطة الحركية، حيث يمكنهم بذلك الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المقترنة بزيادة معدلات الدهون بالدم. ولتحقيق ذلك، أكدّ البروفيسور كلور على ضرورة الإقلال من الدهون بشكل عام، مشدداً على أهمية الابتعاد عن الدهون الحيوانية الموجودة في اللحوم والنقانق ونوعيات الجبن الدهني واستبدالها بالمصادر النباتية، لاسيما زيت الزيتون وزيت الكانولا وزيت بذر الكتان. كما ينبغي تجنب تناول البطاطس المحمرة ورقائق البطاطس المقلية وكذلك المخبوزات لاحتوائها على الدهون التقابلية التي تؤثر بالسلب على الخلايا. كما يسري ذلك أيضاً على البيض وأحشاء الحيوانات وكذلك القشريات، لأنها تحتوي بطبيعتها على الكوليسترول. كما أكد الطبيب الألماني على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة المحتوية على السكر والإقلاع عن المشروبات الكحولية، لاسيما بالنسبة لمَن يعانون من ارتفاع نسب الدهون الثلاثية بالدم. بينما يُفضل أن يعتمد النظام الغذائي على منتجات الحبوب الكاملة وكذلك الخضروات والفاكهة بشكل أساسي. ومن ناحية أخرى، شدد كلور على أهمية الإكثار من ممارسة الرياضة وإدراجها ضمن على أنشطة الحياة اليومية قدر الإمكان، حيث تعمل الرياضة على الحد من نوعيات الدهون الضارة بالدم وتسهم في الوقت ذاته على زيادة الدهون الأخرى المفيدة. وللتمتع بهذه الفوائد، أوصى البروفيسور الألماني بممارسة إحدى رياضات قوة التحمل، مثل المشي والجري وركوب الدراجات، لمدة نصف ساعة على الأقل بشكل معتدل بمعدل 5 مرات أسبوعياً، أو بشكل مكثف لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة بمعدل 3 مرات أسبوعياً.