حث الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، السيد الحبيب شوباني، اليوم السبت بمدريد، مغاربة العالم على المساهمة بكثافة في مسلسل التنمية الذي أطلق بالمملكة. وقال السيد شوباني، في لقاء مع رؤساء وممثلي النسيج الجمعوي المغربي بإسبانيا حول موضوع "مغاربة العالم ومسلسل الحوار الوطني حول المجتمع المدني والأدوار الدستورية الجديدة"، إن المغرب في حاجة لكفاءاته وأطره المقيمة بالخارج، المدعوة، أكثر من أي وقت مضى، للمشاركة وبشكل مباشر في تنمية بلدها، وفي تسيير الشأن العام. وأضاف الوزير أنه يتعين أن تترجم هذه المشاركة من خلال مجموعة من المقترحات والمبادرات ستأخذها الوزارات المعنية بعين الاعتبار، داعيا الجالية المغربية المقيمة بالخارج للافتخار ببلدها رغم الصعوبات، وانتهاز جميع الفرص لتكون بمثابة قوة للملاحظة والاقتراح، لاسيما مع دستور 2011 الذي رسخ دور الجمعيات والمجتمع المدني. وشدد السيد شوباني، في هذا الصدد، على عزم الحكومة على وضع كل الآليات القانونية والتشريعية الكفيلة بتمكين المغاربة المقيمين بالخارج من الاضطلاع بالدور المنوط بهم والذي يخوله لهم الدستور الجديد في إطار مقاربة تشاركية قوامها الحوار والتشاور. وأوضح في هذا الصدد أن الحكومة تعي الدور الكبير الذي يمكن أن يضطلع به مغاربة العالم في بناء مغرب جديد على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مبرزا ضرورة تنسيق جهود الجمعيات المغربية في إسبانيا من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة. وذكر الوزير، المشاركين في هذا اللقاء، بالتطور الهام الذي عرفه المغرب، والمكاسب التي تحققت على طريق تكريس وتعزيز الديمقراطية، مشيرا في هذا الصدد إلى المصادقة على الدستور الجديد الذي منح للحكومة والبرلمان سلطات واسعة. وبخصوص دور المجتمع المدني، الذي وصفه الدستور الجديد بالشريك الكبير، أشار الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني إلى المكانة التي منحت للمواطنين، لاسيما في ما يتعلق بالتشريع وتدبير الشأن المحلي. واستعرض، من جهة أخرى، اللقاءات التي نظمت في إطار الحوار الوطني حول المجتمع المدني، الذي يندرج في سياق أجرأة مقتضات الدستور، مذكرا في هذا الصدد بقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس جعل يوم 13 مارس من كل سنة يوما وطنيا للمجتمع المدني بالمغرب، والذي سيتميز بتنظيم معرض يخصص للجمعيات الأكثر نشاطا. وأوضح أن الحوار الوطني حول المجتمع المدني، الذي أطلقته الحكومة في 13 مارس عام 2013، واستمر سنة كاملة، يشكل نواة صلبة لإطلاق إصلاح عميق بغية جعل جمعيات المجتمع المدني سلطة مستقلة، تكون أدوارها مكملة للسلطات الأخرى، مشيرا إلى أن مختلف مراحل هذا الحوار أفرزت مئات التوصيات والمذكرات التي رامت كلها تعزيز العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني. وخلال هذا الاجتماع، استعرض رؤساء وممثلو الجمعيات من جهتهم المشاكل التي تواجه الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، لاسيما المتعلقة بالوثائق الإدارية، وتلقين اللغة العربية للأطفال المغاربة المزدادين بهذا البلد الإيبيري، ومشاكل الطلبة المغاربة بالجامعات الإسبانية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها هذا البلد. وكان السيد شوباني قد نشط مساء أمس الجمعة لقاء آخر بالعاصمة الإسبانية حول موضوع "التجربة المغربية في المسار الديمقراطي، ومؤشرات الإصلاح في إطار الاستقرار"