التمور المغربية منعدمة والتونسية عوضتها على موائد إفطارهم السمك والتمور من أهم المواد على موائد الإفطار المغربية، إذ تكتسب التمور أهمية رمزية، إلى جانب أن الإفطار بها يعتبر سنة. لكن هذه السنة، خلافا للسنوات الماضية، غابت التمور المحلية الجديدة التي تنضح عسلا وطراوة عن الموائد الرمضانية، وكان على المغاربة أن يكتفوا بالتمور المستوردة، خاصة التمور التونسية التي تكتسح الأسواق بشكل لافت، تزاحمها بعض الأنواع المستوردة من بعض دول الخليج العربي. وتعرف المغربية المعروفة بتنوعها، لكنها لن تنضج قبل منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل، وتكون ذروة عرضها في السوق خلال أكتوبر (تشرين الأول). ونظرا لتفاوت الشهور القمرية عن الشهور الشمسية، فإن شهر رمضان بدأ يبتعد عن موسم جني التمور المغربية. وابتعد أكثر هذه السنة، إذ أصبح خارج نطاق سبتمبر، حيث يعطي النخل المبكر أكله، والذي يقبل المغاربة بشغف على تذوق أولى بواكره.
أما الأسماك، فإن بعض الأسر، خاصة في مدينة الدارالبيضاء وغيرها من المدن الساحلية، لا تتصور مائدة إفطار من دونها. ويعطي التنوع الكبير للأسماك في البحار المغربية وتنوع الأطباق السمكية في المطبخ جمالية خاصة وزخما لموائد رمضان. غير أن السنة الحالية تشكل استثناء. فربات البيوت يشعرن بغصة وهن يجبن الأسواق بحثا عن السمك، وباستثناء السردين والأنشوفة وكميات قليلة من الجمبري، والمعروضة بأسعار مرتفعة بشكل غير عادي، لا وجود للسمك في الأسواق. عدد من المغاربة يشيرون بأصابع الاتهام إلى التصدير، وهم يشعرون بنوع من السخط والاحتجاج على تصدير السمك المغربي للخارج وحرمان أبناء البلد منه. وغالبا ما تعلق السيدات، وهن يجبن الأسواق بحثا عن السمك على هذا الوضع بالقول «خيرنا يأكله غيرنا». ويشعر كثيرون بالغبن لأنهم يعتبرون أنفسهم قادرين على أداء سعر السمك ومستعدين لذلك، لكنه غير متوافر في السوق. لكن محمد شهير، تاجر السمك في سوق الجملة بالدارالبيضاء، يقول إن سبب ندرة السمك في الأسواق هذه الأيام مرده إلى سبب آخر، وقال شهير ل«الشرق الأوسط»، «صحيح أن هناك منافسة بين السوق المحلية والأسواق الأجنبية، لكن ليس إلى هذا الحد. غير أن السعر ليس العنصر الوحيد في ميزان المنافسة. فالسمك منتوج قابل للتلف بسرعة، وعندما يكون موجودا بوفرة فإن السوق الداخلية هي المستفيد الأكبر».
أما عن الوضع الاستثنائي للسوق، فيقول شهير إنه بدأ بعدة أسابيع قبل شهر رمضان، وهو ناتج عن فتح موسم صيد الأخطبوط الذي استقطب بواخر الصيد، تاركا مهمة صيد غيره من الأسماك للقوارب الصغيرة. وهو يرى أنه يجب انتظار إغلاق موسم صيد الأخطبوط لتعود المياه إلى مجاريها بالنسبة لأسواق السمك في المغرب.